مدى تناسب نظام التعليم الحراجي مع عقدية الممارسة المهنية وفقاً لمهندسين عاملين في قطاع الحراج السوري

الملخص

يتميز النظام البيئي للغابة بالعقدية في أبعاده البيئية، والاجتماعية- الاقتصادية والاجتماعية- السياسية والتشريعية؛ الأمر الذي يجعل من الممارسة المهنية للمهندسين الحراجيين أمراً معقداً جداً. لقد أظهرت دراسات سابقة كتلك التي قام بها Cheikho (2009) و Martini (2009)عن القطاع الحراجي السوري أنَّ العاملين في هذا القطاع يجدون صعوبات في ممارسة مهنتهم الحراجية. ضمن هذا السياق ونظراً إلى واقع الحالة المتدهورة للغابات الطبيعية في سورية، يمكن عَدُّ مخرجات مؤسسات التعليم الحراجي موضوعاً منطقياً للمناقشة مع العاملين في قطاع الحراج. ضمن هذا الإطار، أُجْرِيَتْ مقابلات مع مجموعة من المهندسين العاملين في قطاع الحراج السوري، لمناقشة المتطلبات الواجب توفراها لتأهيل مهندسين حراجيين بسوية تدريب عالية. سعى هذا البحث إلى توضيح مدى التناسب بين مؤسسات التعليم الحراجي في سورية من جهة، والممارسة الحقيقية لهذه المهنة من جهة أخرى. تَكَوَّنَتْ العينة المستهدفة عبر هذا البحث من واحد وعشرين من المهندسين العاملين في قطاع الحراج السوري وقد جُمِعَتِ البيانات عبر إجراء مقابلات مكتوبة شبه مقننة ومكتومة التعريف. للإجابة عن السؤال الاشكالي لهذا البحث والأسئلة الفرعية المنبثقة عنه، أُخْضِعَتِ المعطيات المُتحَصَّل عليها لعملية تحليل مضمون عبر نظام تصنيفي خاص بهذا الهدف. وفق مخرجات هذا البحث، عرّفت موضوعات عدّة على أنها بحاجة لأن تُؤخذ بجدية أكبر في مؤسسات التعليم الحراجي كما حُدّدَتْ مستويات قيمية عدة وقد تم الحصول على مجموعة من النتائج المتعلقة بالأبعاد المؤسساتية والمهنية والتعليمية التي يمكن أنَّ تسهم في توضيح مستوى التوافق بين المؤسسات السورية المعنية بالتعليم الحراجي، وعقدية الممارسة الحقيقية لهذه المهنة.