الاتجاه الديني في رباعيات عمر الخيام
الكلمات المفتاحية:
الاتجاه الديني في رباعيات عمر الخيامالملخص
من خلال الدراسة تبيّن أنَّ الشاعر عمر الخيام قد ضمَّن رباعياته آراءه الخاصة حتى لا يكتبها في كتاب منفرد، ويعلّق العلامة محمد قزويني في مقدمة ترجمة الشاعر أحمد الصافي النجفي على الترجمة الإنكليزية للرباعيات التي قام الشاعر الإنكليزي فيتزجرالد، فيقول هناك ترجمات عربية كثيرة جدًا، وكانت ترجمة فيتزجرالد هي التي اعتمد عليها أولئك المترجمون العرب؛ لأنَّها أجود الترجمات شاعرية، وفصاحة، وبلاغة؛ بل إن فيتزجرالد هو الذي عرّف الغرب والشرق بالخيام الشاعر.
وقد توهّم بعض الدارسين عند قراءة الرباعيات وترجمتها أنَّ الخيام صوفي، معتمدًا في وهمه على بعض الأفكار التي أوردها الخيام في رباعياته عفو الخاطر، وبعضها انتشر بين المذاهب.
فهو أقرب إلى الدنيوية منه إلى التقوى، وأقرب إلى الشك منه إلى اليقين، ليس بصاحب فلسفة واضحة في الحياة؛ -إذ إنَّه يُعَدُّ من الشخصيات القلقة في الإسلام- ولا صاحب رسالة يدافع عنها؛ بل هو مضطرب اضطراب الشخص الذي تنازعه عقلية حرة يريد أن يفهم كل شيء في الكون، ولم يتأتَّ لها أن تفهم أمورًا، فانحرفت عن جادة الإيمان إلى الشك. ولكنه ليس من أهل السكر والعربدة، فلو كان كذلك لما حافظ على مكانته الفكرية والأخلاقية في شبابه وشيخوخته، ولما نال تلك الحظوة والمكانة السامية في عصره إلى يومنا هذا.
وأخيرًا، لو استفاق الخيام من سباته الأبدي لَتَفاجأ بما حظيت به رباعياته من العناية والاهتمام لا لشيء سوى لفهمه معنى الحياة؛ وفق ظروف عصره التي عاشها، فهو لم يكن كافرًا ولا مشركًا؛ إنَّما كان مسلمًا غير متمسك بتعاليم الدين، له فلسفته الخاصة في فهم التعاليم الإسلامية، شأنه في ذلك شأن الفلاسفة الذين سبقوه، أمثال ابن سينا. ولم يكن خليعًا سافل الطبع؛ إذ من غير المعقول أن يكون جليس الملوك ونديمهم خليعًا.