أَثَرُ القُرآنِ الكريمِ في دِيوان الشَّاعِرِ ناصر خسرو
الملخص
تَبَيّنَ مِن خِلالِ البَحثِ أَنَّ الشَّاعِرَ ناصِرَ خُسرو كَان يَدعُو إِلى عَقائِدَ تُخَالِفُ العَقائِدَ الَّتي يَعتَنِقُها المُجتَمَعُ, وَكَانَ مُفتَتِنًا بِالرّحلاتِ، وَبِعَظَمَةِ العَالَمِ العُلويِّ "وَكَيفَ استَطاعَ أَن يُعَلِّقَ في قُبَّةِ الفَلَكِ الخَضرَاءِ هَذهِ الكَبيرَةَ المُعتِمَةَ السَّوداءَ"[1]. وَكَان مُعتَنِقًا المَذهَبَ الإِسمَاعِيليَّ؛ مُتَبَحِّرًا في الباطِنيَّةِ؛ لِذَلِك لقَّبَهُ الخَليفَةُ الفاطِمِيُّ المُستَنصِرُ بِاللهِ حُجَّةَ خُراسانَ, وَلَقَّبَهُ بَعضُهُم بِالعَلَوِيِّ أَيضًا, كَمَا أَنَّهُ أَطلَقَ عَلَى نَفسِهِ في أَشعارِهِ الحُجَّةَ، وَكَانَ القُرآنُ الكَريمُ خَيرَ مَعينٍ لَهُ؛ إِذ يَقتَبِسُ مِنهُ مَتَى شَاءَ؛ لِأَنَّهُ يَحفَظُهُ مُنذُ صِغَرِهِ؛ ممَّا جَعَلَهُ من أَعجَبِ الرِّجالِ وَأَنبَغِهِم مِمَّن أَنجَبَتهُم إِيرانُ، فَلَم نَرَهُ يَمدَح أَحَدًا مِنَ الخُلَفاءِ؛ وَلَم يَنظِم شِعرًا إِلَّا لِنَشرِ أَفكَارِهِ وَتَأَمُّلاتِهِ؛ مُدافِعًا عَن عَقيدَتِهِ بِكُلِّ مَا يَملِكُ مِن ذَكاءٍ وَقَّادٍ، وَذِهنٍ حادٍّ، وَطَبعٍ جادٍّ.
[1]- يقول ناصر خسرو: ديوان ناصر ناصر خسرو حكيم ناصر بن خسرو بن حارث القبادياني البلخي المروزي، مؤسسه انتشارات نـﮔاه، تهران، 1375ه، ش، ﭽاﭗ دوم، ص: 450.
الأصل الفارسي :
مر اين تيره ﮔوى درشت كلانرا؟
كه آويخته است اندر اين سبز ﮔـنبد