خَصائِصُ فَنِّ النَّحتِ البِيزَنطِيُّ " نماذج مختارة"
الكلمات المفتاحية:
الفن، البيزنطي، النحت، التعبير، التشكيل الفنيالملخص
يُعدّ الفنُّ البيزنطيُّ البوتَقةَ الَّتي انصهرَت فِيها نَماذجَ وعَناصرَ فنيَّةً عدّة مِن رافديَّةٍ، وآراميَّةٍ، وتدمريَّةٍ، وفارسيّة، وهلنستية، وَلكلِّ عُنصُرٍ مِن تِلكَ العناصِر خُصوصيِّةٌ فِكريَّةٌ، َفلسفيِّة، وعَقائِديِّة، شكَّلِتِ الأِرضِيَّة والأِساس الأوِّل لَها، ومع ذلكَ نَجِدُ أنَّ الفَنَّ البيزَنطِيُّ جاءَ فَريداً في بَابِه، وأصيلاً في نَوعَهِ شكلاً ومضموناً.
فمعَ اختلافِ الفِكرِ بِوجودِ الدِّيانةِ المَسيحيَّةِ وخُصوصاً بِعهدِ الامبراطور قِسطَنطين في القرن الرابع الميلادي ظَهَرَ الفَنُّ البيزنطيُّ بِعَناصرِهِ الفَنيَّة كلّها، وَكَما يُقالُ إِنَّهُ ثَمَرةُ العَصرِ الدِّينيُّ الذَّي انتَصَرَت فيهِ المَسيحيَّة، فَكانَ الفَنُّ الذَّي يُمَجِّدُ الدَّولَةَ وَيُمجِّدُ في ثَنايَاهُ إِلهَ المَسيحيَّة وَمبعَثَ الإلهَامِ، يَتَّسمُ بِلَمسةٍ روحيَّةٍ وصوفِيَّةٍ تعكسُ وِجدَانَ عِبادَةٍ ذَاتُ عُمقٍ وَتَسامٍ.
وقد تَجَسَّدَ هَذا الفَنُّ بِأَشكالٍ عدّة كالتَّصويرِ (الَّذي شَمَلَ المُنَمنماتِ وَالرُّسومَاتِ الجِدَاريَّةَ "الفريسك" والفُسَيفِسَاء)، وَكذلك النَّحتُ رُغمَ تَخوُّفِ المُجتَمَعِ البيزَنطيّ مِن وُجُودِ المَنحوتَاتِ لأَكثَرِ مِن سَبَب، أَوَّلُها الخَوفُ مِن العَودَةِ بِهم إلى عَهدِ الوَثَنيَّة، وَثَانيهِما كَانَ تَأَثُّراً بِالفِكرِ الإغريقي الذَّي يَقُول: أإنَّ الأَرواحَ الشِّرِّيرَة تَتَلَبَّس التَّماثِيل، لِهذَا أَخَذَ النَّحت البيزَنطِيُّ مَكانَةًّ خَاصَّةً إِذ لَم يَكُن فَنّاً قَائِماً بِذَاتِهِ بَل غَدَا جُزءاً مِنَ العَمَارَةِ أَو زَخرَفَةً لِبعضِ الأَدواتِ وَالعَناصِرَ الفَنّيَّةَ الكَنَسِيَّة، لِذا درس الباحِثُ وحلّل نَماذجَ مُتنوّعِةً مِن تِلكَ المَنحوتَات ضِمنَ مِحورَين: النَّحت الزُّخرفي، والنَّحت التَّشخيصي، اللَّذان غَالباً ما تمثَّلا بالنَّحتِ النَّافرِ(الرولييف)، وَذَلِكَ للوقُوفِ على خَصائصِها التَّشكيليَّة والجَماليَّة والتَّعبيريَّة.