القِيِم التَّشكيليَّة والرَّمزيَّة في النَّحت القُوطي (gothic)"البوَّابَة الشَّماليَّة لِكَنيسَة شَارتَر نَمُوذَجاً"
الكلمات المفتاحية:
التَّشكيل، الرَّمز، النَّحت، التَّعبير، الفنّ القُوطيالملخص
يُعدُّ الفنُّ القُوطِيُّ مَرحَلةً مِن مَراحِل الفَنّ في العُصورِ الوُسطى بأوروبَّا، كَمَا تَميَّزَ وَتَطوَّرَ في الغَربِيَّةِ مِنها بِخَاصَّة، وَالمَعروف أنَّهُ كَانَ مُكَرَّساً للكَنيسةِ كَغَيرِهِ مِنَ الفُنُونِ السَّابِقَةِ، مِن حَيثُ المَوضُوعَاتِ وَالأَفكارِ المُتَناوَلَةِ وَتَوظِيفِهِ في الكَنَاِئسِ عَلى امتِداد أورُوبَّا، هَذا مَا فَرضَ عَليهِ جُملَةً مِنَ المَعَايير والقِيَمِِ التَّشكيليَّةِ ذَاتِ الصِّبغَةِ الدِّينيَّة الرَّمزيَّةِ، وَمِنَ المَعروفِ أَنَّ التِّمثالَ في بِدايَةِ انتشارِ المَسيحيَّةِ كَانَ مَرفُوضَاً جُملَةً وَتفصيلاً، وَذلكَ لَهُ أسبابُهُ التَّاريخيَّةِ والفَلسَفيَّةِ والدِّينيَّةِ، أمَّا في مَرحَلةِ الفَنِّ القُوطيِّ المُمتدَّةِ مَا بَينَ القَرنَينِ الثَّاني عَشَر والسَّادسِ عَشَر، فَقَد ظَهَرَ النَّحتُ بِقوَّةٍ مُحتَلاً مَكانةَ الأَيقونَةِ والرُّسومِ الجِداريَّةِ (الفريسكو) الَّتي اختَفَت بَعدما كانت أساسِيَّةً فيما سَبَق، ولكن مِنَ المُلفِت لِلنَّظر أنَّه حَاولَ التَّقرُّب مِنَ الشَّكلِ الوَاقعيِّ للإنسان إضَافَةً إلى الرَّمزيَّةِ الَّتي كَانَت الهَدَف أو الأُسلوب الأَوحَد في الفَنِّ البيزَنطيِّ والرُّومانسكيِّ اللّذَينِ سَبَقَاه.
مِن هُنَا انطَلَقَت الدِّرَاسةُ الحاليّة لِتُبيِّن كَيفيَّة الجمعِ والتَّوفيقِ بَينَ الاتّجاهَينِ الوَاقعيِّ وَالرَّمزيّ، وَتَبيانِ إذَا مَا طَغَى أحدُهُمَا عَلى الآخر، إِضَافَةً للبَحثِ في دَورِ المَنحُوتَةِ: هّل اقتَصَرَ على الزَّخرفَةِ والتَّزيينِ للشَّكلِ المِعمَاريّ فَقَط، أَم كَانَ لَها دَورٌ بِنَائِيّ عُضوِيّ في الهَيكَلِ المِعمارِيّ؟ وَذلكَ مِن خِلالِ دِراسَةِ وَتَحليلِ عَيّناتٍ مُحَدَّدةٍ مُمَيّزةٍ وَمُنَاسِبَةٍ لِطَبيعَةِ البَحث، لِذَلكَ تَمَّ اختِيَارُ التَّكويناتِ النَّحتيَّةِ المَوجوُدَةِ في بَهوِ المَدخَل الشَّماليّ لِكنيسَة "شَارتِر" في فَرنسا.