هل تمثِّل المعايير الوطنيّة السُّوريَّة لمناهج التَّعليم مدخلاً نحو فكر عابر للتَّخصُّصات؟
الكلمات المفتاحية:
معايير، سورية، مناهج دراسيَّة، فكر عبوري التَّخصُّص، عبوريَّة التَّخصُّصات، مدخل تخصُّصي، تعليم من أجل المستقبلالملخص
التَّفكير بمستقبل التَّعليم لم يعد نداءً معزولاً لباحث تربويٍّ هنا أو هناك في الفضاء التَّربوي, كما لم يعد واحداً من الشِّعارات المؤثِّرة الَّتي يرددها بعض المرشَّحين في الحملات الانتخابيَّة, لقد أضحى عنواناً لحقبة بأسرها. إذ يبحث العديد من النُّظم التَّربويَّة حول العالم - والَّتي يُعدُّ النِّظام التربوي السُّوري جزءاً منها – دون توقُّف عن إجابات لأسئلة جوهريَّة؛ ما التَّعليم الَّذي يجب أن يتلقَّاه الجيل المسؤول عن بناء مجتمع الغد؟ ما النَّموذج التَّربوي الَّذي يجب الاستناد إليه لبناء المناهج الدِّراسيَّة؟.. إلخ. للأسف, لا أحد يستطيع أن يحدِّد بدقَّة ما سيكون عليه الغد, لكن يثبت العديد من البحوث أنَّ مدخل عبوريَّة التَّخصُّصات خيارٌ سديدٌ للتَّعليم من أجل المستقبل. في سورية, تكشف البحوث حول واقع التَّعليم أنَّ المناهج الدِّراسيَّة لا تواكب احتياجات سوق العمل ولا تقوى على مواجهة النُّمو المعرفي في العالم. واقع الحال هذا كان وراء افتراض وجود نقصٍ في أبعادها عبوريَّة التَّخصُّص. بناءً عليه, يهدف البحث الحالي سبر إمكانات معاييرها المُؤسِّسة من حيث عبوريَّة التَّخصُّصات. لبلوغ هذا الهدف, جرى تحليل محتوى كامل المعايير الخاصَّة بمنهاج الصَّف الأوَّل من التَّعليم الأساسي. تشير النتائج إلى أنَّ المدخل التَّخصُّصي لا يزال قوياً في السِّياق التَّربوي السُّوري وأنَّ المعايير الوطنيَّة السُّوريَّة الحاليَّة غير قادرة عمليَّاً على أن تكون مدخلاً لفكر عبوري التَّخصُّص.