التفضيل الجماليّ بين الأزهار والنّواوير فيكتاب البديع في فصل الربيع لأبي وليد الحميريّ

الملخص

     التفضيل الجماليّ عملية مركبة تشتمل على مقارنات وتمييزات واختياراتٍ بين البدائل الجماليّة المتاحة، يعبّر عنها بأحكام جماليّة خاصة تصدرها الذات على هيئة تعبيراتٍ لفظيّة، أو اختياراتٍ سلوكيّة معينة.

      ويتجلّى التفضيل الجماليّ بأبهى صوره الفنيّة في كتاب البديع في فصل الربيع لأبي الوليد الحميريّ، وهو كتابٌ في المختارات الشعريّة والنثريّة التي تختص بفصل الربيع. وقد جاءت المقطوعات الشعريّة والنثريّة التي اشتمل عليها الكتاب لتصف مدحًا ـــ وهو الغالب ـــ أو قدحًا ـــ وهو القليل ـــ مجموعة من الزهور والأنوار.

    وفي سبيل استقراء النصوص الشعريّة والنثريّة في الكتاب ومقاربتها في ضوء مفهومات علم الجمال اتُخذ المنهج الوصفيّ التحليليّ منهجًا للبحث، الذي أفضى إلى مجموعة من النتائج، من أبرزها:

• ينطلق الشعراء الأندلسيّون في مفاضلتهم بين الأزهار والنواوير من ملاحظتهم الدقيقة لتفاوتها في درجات الجمال.
• يتخذ التفضيل الجماليّ في كتاب البديع في فصل الربيع صورتين: التفضيل المطلق، والتفضيل المقارن.
• يقوم التفضيل في كتاب البديع في فصل الربيع على نوعين من التفرّد، هما: التفوّق، والتمايز.
• يقوم التفضيل الجماليّ الخالص على التفوّق، في حين تشوب التفضيل القائم على التمايز عناصر غير جماليّة، الأمر الذي أسهم في تبلور ظاهرة أسلوبيّة في شعر النوريات تتجلّى بوضوح في كتاب البديع في فصل الربيع يمكن أن نسميها "التعليل الجماليّ".