الجلال
الكلمات المفتاحية:
الجلال، الجليل، السامي، القيم الجماليةالملخص
يثير الجليل مجموعةً من القضايا الإشكاليّة؛ تبدأ من قضية الاعتراف بوجوده، بوصفه مقولةً أو قيمةً جماليةً، ولا تنتهي بتحديد طبيعة علاقته مع الجميل.
تتسم الموضوعات الجماليّة التي توسم بالجليلة بعظم المقادير التي تكوّنها، أو عظم الطاقة التي تحرّكها. تبعًا لذلك ميّز" كانط" نوعين من الجليل:
- جليل رياضيّ (كمّي): مثل السماء الواسعة، والخضم الرحيب.
- جليل ديناميّ (حركيّ): مثل الزوبعة التي تحمل سحبًا متراكمةً تتألق بالبرق وتقصف بالرعد.
وعليه فإنّ الجليل لا يفهم إلاّ من خلال مقولة الكم، فيكون الجلال "هو العظمة في المادة، في المكان، في الفضيلة أو في الجمال الذي يؤثر في مشاعرنا، وتتجلى هذه العظمة في الموضوعات الجليلة في صورٍ متنوعة تبعًا لاختلاف طبيعة هذه الموضوعات، مثل؛ الامتداد الشاسع، والعلو الشاهق، والحجم الضخم، والطاقة الهائلة، والفكر أو الشعور العميق، والخلق النبيل،...
وهكذا ينشأ الشعور بالجلال من إدراك ظاهراتٍ غير مألوفةٍ (استثنائية) تقطع سلسلة تواتر الأحداث المألوفة في الحياة اليوميّة. وهكذا يكون الجليل موضوعًا جماليًّا متفرّدًا في عظم كمّه، تتضاءل أمام عظمته الذات الإنسانيّة ماديًّا وتتسامى روحيًّا بتفاعلها معه في فضاء التجربة الجماليّة.