تجليّات المأساويّ في رثاء الأحبّة عند أبي الطيب المتنبي (354هـ)
الكلمات المفتاحية:
مأساوي، جليل، رثاء الأحبّة، المتنبيالملخص
يقوم المأساويّ، بوصفه قيمة جماليّة، على التعارض بين الإرادة والحتميّة في خضم صراعٍ يخوضه بطلٌ ضد قوة قهريّةٍ لا مفرّ منها ولا رادَّ لها. وفي الوقت الذي نشعر فيه بالرّهبة إزاء تلك القوة الجليلة الساحقة التي تتجاوز بتعاظمها قدرتنا على الإحاطة بها، فإننا نشعر بالاحترام تجاه البطل الذي يواجهها ونشفق لمصيره المحتّم الذي يمثّل بوجهٍ من وجوهه هزيمة للحياة.
وفي المراثي ـ ولا سيما رثاء الأحبّة ـ تتمثل تلك القوة الساحقة، غالبًا، بالموت، وإذا كان
الصراع جوهر المأساويّ، كما هو جوهر البطوليّ، فإنّ خصوصيّة المأساويّ في مراثي المتنبي تنبع من طبيعة هذا الصراع التي تتبدّى في موقف المتنبي من الموت واتخاذه أشكالًا متنوعةً في تلك المراثي. وباستقراء قصائد الرثاء في ديوان أبي الطيب، التي تعبّر عن تجاربه الشعوريّة إزاء موت الأحبّة، وتتجلى فيها قيمة المأساويّ، تستوقفنا ثلاث قصائد تعدّ من عيون شعر الرثاء، وهي: قصيدته في رثاء جدّته، وقصيدته في رثاء خولة أخت سيف الدولة، وقصيدته في رثاء أبي شجاع فاتك.
وقد اعتمد البحث في مقاربة النصوص مادة الدَّرس المنهج الوصفيّ التحليليّ في ضوء مفاهيم علم الجمال. وتوصّل إلى جملة من النتائج من أبرزها: يتجلّى موت الأحبّة في مرثيات المتنبي بوصفه فصلًا من فصول الصراع المستمر بين المتنبي والزمن، تتواشج القيم الجماليّة الجليل والرقيق والبطوليّ والسّامي في تجلّي المأساويّ في مرثيات المتنبي وتعميق انطباعه الانفعالي في نفس المتلقي.