مملكة صور (Tyr) الكنعانية وعلاقاتها مع مصر في الألف الثاني قبل الميلاد

الملخص

تأسست المدن الكنعانية على ساحل البحر المتوسط، وتطورت هذه المدن إلى ممالك كمملكة صور التي تميزت كمملكة بحرية لها شهرة اقتصادية مهمة؛ لأنها شكلت بوابة للتجارة مع العالم الخارجي.

ولكن شهرتها الاقتصادية لم تترافق بشهرة عسكرية، فقد تمتعت صور بالاستقلالية حينًا، وفرضت عليها التبعية أحيانًا أخرى. فعندما توسعت الدولة المصرية الحديثة في سورية وسيطرت على جزءٍ مهمٍّ منها أصبحت صور تابعة لمصر سياسيًا وعسكريًا. وهذا ما أظهرته الرسائل التي بعثها أبو ملكي ملك صور إلى ملك مصر أمنحوتب الرابع (أخناتون) المعروفة برسائل العمارنة، يطلب فيها أبي ملكي من ملك مصر المساعدة العسكرية، وتزويده بالجنود والضباط عندما تعرض لهجوم معادٍ من جيرانه، ويشكو من احتلال زيميردا ملك صيدا لـ(أوزو) المدينة التابعة لصور التي كانت تمد صور بالمياه لوجود الينابيع فيها، وعندما ناصبه ملك أمورو العداء، وبدأ الهجوم على مملكته. لكن الملك المصري أمنحوتب الرابع كان مشغولًا بالداخل المصري، وبالدين الجديد الذي ابتدعه؛ وهو عبادة آتون الإله الواحد ونبذ تعدد الآلهة، وما تبع ذلك من صراعات وخلافات داخلية بينه وبين كهنة الإله آمون.