تخطيط مواقع العناقيد الصناعيّة باستخدام منهجية التحليل العنقوديّ
الكلمات المفتاحية:
التكامل، العلاقات الوظيفية، العناقيد الصناعيةالملخص
شهد العالم تحولات جذرية ارتبطت بعولمة الأسواق وتحرير القيود التجارية وزيادة التنافسية العالمية، التي ألقت بظلالها على تغير أساليب الإنتاج وأنماط توزعه، وفتحت المجال واسعًا أمام تدفقات السلع ورؤوس الأموال، ما شكل تحديًا كبيرًا واجه فرص التنمية الاقتصادية في دول العالم ، نتيجة وقوعها تحت تأثير التنافسية العالمية والتطورات المتسارعة في تكنولوجية المعلومات والاتصالات، الأمر الذي استدعى التحول إلى إستراتيجيات تنموية جديدة، وتهيئة البيئة الاقتصادية المناسبة والداعمة لتحسين الأداء التنافسي والوظيفي لعملية الإنتاج، وتسريع وتائر النمو الاقتصادي.
وتعد العناقيد الصناعية إحدى أهم الإستراتيجيات الحديثة التي حظيت باهتمام كبير من قبل دول كان لها سبق الريادة في تعزيز أدائها التنافسي ورفع كفاءة تطورها الاقتصادي. بوصفها أداة فعالة في تعزيز القدرات الإنتاجية والتنافسية للمؤسسات الإنتاجية، ودعم قدرتها على تفعيل الترابط الاقتصادي على الصعيدين المحلي والإقليمي؛ إذ تشمل مزايا العناقيد الصناعية (Industrial Cluster) تعزيز فعالية التخصص الإنتاجي والتقسيم الجغرافي للعمل، وتقليل نفقات التبادل في أثناء العملية الإنتاجية، ما يؤدي إلى الحد من نفقات الإنتاج، ورفع المزايا التنافسية للمنتجات، والإسهام في تركيز الخبرات البشرية والفنية والتكنولوجية، وتطوير البنى التحتية الإنتاجية منها والاجتماعية.
ويهدف هذا البحث إلى إبراز أهمية العناقيد الصناعية على أنها أداة محفزة للتنمية المكانية، تهدف للاستثمار الأمثل للظروف والموارد الطبيعة والبشرية (الاقتصادية والاجتماعية)، ضمن إطار من التفاعل والتكامل بين العناصر المؤلفة للمكان، انطلاقا من تخطيط علمي سليم، يعمل على إدماج البعد المكاني في التحليل الاقتصادي، كأحد المتغيرات المهمة في التخطيط لمواقع توطن الأنشطة الاقتصادية على العموم، والعناقيد الصناعية خاصة، وقد استخدم أسلوب التحليل العنقودي الذي يتيح تحديد المواقع ذات
العناصر والخصائص المشتركة وتصنيفها، بوصفها مناطق لتركز هذه العناصر.