التنافس الاستعماري – الامبريالي على المغرب الأقصى وفرض الحماية الفرنسية بين عامي 1900-1912م

الملخص

إن موضوع البحث يتمحور حول التنافس الاستعماري؛ الذي امتازت به الدول الاستعمارية من أجل تحقيق أهدافها بتأسيس امبراطوريات استعمارية، وإن أهمية هذا البحث تكمن في سعي الدول الاستعمارية ولا سيما انجلترا واسبانيا وايطاليا وألمانيا وفرنسا في استغلال ضعف السلطنة المغربية لتحقيق مكاسب اقتصادية – استعمارية في المغرب الأقصى تارةً، والتعويض بمكاسب استعمارية في مناطق أخرى تارةً حسب ما يتماشى مع مصالحهم وأهدافهم. وإن المنهج المتبع خلال هذا البحث هو الاستقرائي – الوصفي لأبرز مراحل الصراع الدولي على المغرب الأقصى، كما أن أهم نتائجه تتركز في إلقاء الضوء على أسلوب الدبلوماسية الفرنسية من أجل تحقيق أهدافها الامبريالية – الاستعمارية في المغرب الأقصى سعياً لتأسيس امبراطوريتها الاستعمارية في افريقيا، وذلك من خلال لعبة التوازن السياسي؛ التي اتبعتها مع كلًّ من انجلترا وايطاليا واسبانيا وألمانيا سواءً أكانت بالاتفاقيات الثنائية السرية والعلنية أم بالمؤتمرات الدولية، كما أخذت تسعى بشتى الوسائل لأن تُرضي كلَّ طرف فيهم – باستثناء اسبانيا- بمكاسب استعمارية خارج المغرب الأقصى من أجل تفردها في فرض الحماية عليه عام 1912م، مستغلة إلى جانب ذلك الاضرابات الداخلية؛ التي كان يعاني منها المغرب إلى جانب حاجته المُلحة للقروض المالية نتيجة ضعفه الاقتصادي، وكان هذا الدافع الرئيسي الممهد للتغلغل الفرنسي فيه.