العلاقة بين التدخين وسرطان عنق الرحم في سورية
الكلمات المفتاحية:
سرطانة عنق الرحم، التدخين، طبيعة حياة المرأة المدخنةالملخص
خلفية البحث وهدفه: أظهرت معظم الدراسات العالمية نوعاً من الترافق بين التدخين وبين حدوث آفات سوء التصنع داخل ظهارة عنق الرحم وسرطان عنق الرحم, وأظهرت أيضاً تأثير التدخين في زيادة فعالية الخمج بالـحمة الحليمومية الإنسانية HPV ومن ثمّ حدوث سرطان عنق الرحم. في دراستنا سلّط الضوء على السؤال الآتي: هل يترافق التدخين مع حدوث سرطان عنق الرحم في بلدنا سورية, وهل التدخين بحد ذاته هو العامل الأساسي في ذلك, أم طبيعة حياة المرأة المدخنة وما يرافقها من عوامل خطورة هي سبب ذلك؟
مواد البحث وطرائقه: هذه الدراسة شكل من أشكال الدراسة الأترابية القهقرية (cohort studies) اعتمد فيها على المعلومات المستقاة بشكل راجع. درسنا 2190 حالة سرطان عنق رحم ، وذلك من أصل 5000 حالة من سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي بين عامي 1/2000 إلى 1/2015 في مشفى التوليد الجامعي في دمشق لنساء بأعمار مختلفة من 9 سنوات إلى 86 سنة.
النتائج: بلغ عدد السرطانات شائكة الخلايا في عنق الرحم في دراستنا 2020 ورماَ من أصل 2190 حالة , في حين بقية الحالات كانت سرطانة غدية وعددها 170 حالة, وباقي سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي وعددها 2810 حالات تنوعت بين سرطانات فرج وبطانة رحم ، ومبيض، وسرطانات طبقة مغذية. بلغ عدد المدخنات 210 نساء أي بنسبة 9,5% من أصل 2190 امرأة لديها سرطان عنق رحم , وعدد غير المدخنات 1980 امرأة ،أي بنسبة 90,5%. في حين بلغ عدد المدخنات في بقية أنواع السرطانات 285 امرأة من أصل 2810،أي بنسبة 10%, وغير المدخنات 2525 امرأة، أي بنسبة 90%.
الاستنتاج: بإدخال البيانات عبر البرنامج الإحصائي SPSS وحساب نسبة كابا, تبيّن أنّه لا يوجد ارتباط مهم بين التدخين وبين حدوث سرطان عنق الرحم في بلدنا سورية, اذ كانت نسبة كابا (0,5), وهذا تعارض مع معظم الدراسات العالمية في هذا الخصوص. وممكن أن يعزى ذلك لتغير طبيعة الحياة، وتغير الجينات باختلاف المجتمع وعاداته وأمراضه وبيئته ووبائياته, هذا من جهة, ومن جهة أخرى يجب التركيز في دراسات قادمة على تأثير طبيعة حياة المرأة المدخنة في حدوث سرطان عنق الرحم ،مثل تناول الكحول، وتناول مانعات الحمل الفموية، وتعدد الشركاء الجنسيين والخمج بفيروس الـ HPV أكثر من التدخين بحد ذاته.