ثلاثية فتروفيوس بوصفها مدخل لنظرية العمارة «مقاربة تعليمية»
الكلمات المفتاحية:
نظرية العمارة، ثلاثية فتروفيوس، التركيب الأمثل، الهرمية، الحاجات الإنسانية، التركيب، التفكير النقدي، مهارات التفكير العليا والدنياالملخص
العِمارة مجال أساسي من مجالات النشاطات الإنسانية، ليس فقط كممارسة عملية مهنية لها نتائج ومنتجات محددة بل أيضاً كمجال للتفكر والتأمل النظري المؤدي إلى استمرار التجدد والإبداع اللامحدود والمستقل عن النتائج العملية المحدودة في الزمان والمكان.
وهنالك إشكالية في دراسة "نظرية العمارة" وتعليمها، إذ ليس هنالك اتفاق بين المعنيين في هذا الشأن في ماهيتها. فهنالك من يتناولها (تدريساً وبحثاً) ببعدها الفلسفي (مثل شولتز Schulz)[1] وهنالك من يتناولها ببعدها التركيبي الجمالي (مثل تشينغ [2]Ching وفون ميس
Von Meiss )[3] وهنالك من يتناولها ببعدها التاريخي (كروفت Kruft).[4]
لذلك ولدى تكليف كاتب هذا البحث بتدريس المادة (كمقدمة أو مدخل لنظرية العمارة) نحى، في ضوء الإشكالية، إلى التأكيد أولاً كون نظرية العمارة لا تعالج الجزء النظري من العمارة في مقابل الجزء العملي، بل انّها معنية بتأكيد الوحدة بينهما. وثانياً سعى باتجاه البداية المضمونة التي ليس عليها خلاف عموماً، وهي البداية من ثلاثية فتروفيوس في تعريف العمارة وتناولها والبناء عليها لاحقاً، وذلك عبر ثلاثية الجديدة التي يقترحها (العمارة-المعماري-المنتج المعماري) مع كل من (ثلاثية فتروفيوس- مثلث بلوم الهرمي للفكر التركيبي النقدي- ومثلث ماسلو الهرمي للحاجات الإنسانية). بناءً عليه، يقدم البحث الآتي مقاربة ونقاشاً لجدوى ومنهجية تجربة في تدريس "نظرية العمارة" لسنين عدة، اعتمدت على الهيكل المشار إليه بهدف تأكيد صميمية ثلاثية فتروفيوس، صلاحيتها للتوسع والامتداد المعرفي لاستيعاب المعارف الجديدة التي تكتنف العمارة عبر الزمن.