مستجدات بدائل الدفن في ضوء مبادئ الشريعة الإسلامية التسميد البشري أنموذجاً
الكلمات المفتاحية:
بدائل الدفن، التسميد البشري، الدفن الإسلامي، الدفن الأخضر، مستجدات الدفنالملخص
يتناول البحث الطرق الجديدة في التعامل مع أجساد الموتى ضمن ما يسمى بـ"حركة الدفن الأخضر" التي تدعو إلى جعل موت الإنسان صديقاً للبيئة، ومنها ما سُمي بطريقة "التسميد البشري"، حيث يتم تحويل جسد الإنسان بعد موته _خلال أسابيع_ إلى سماد غني بالعناصر النافعة. يهدف هذا البحث إلى بيان حكم تلك المستجدات في ضوء تعاليم الشريعة الإسلامية ومقاصدها. ويسلك البحث المنهج الوصفي لبيان طبيعة تلك المستجدات وآلية عملها، والمنهج التحليلي لمناقشة مبررات أنصارها، والمنهج التأصيلي والاستنباطي في رد المسألة إلى الجذور الثابتة في الشريعة الإسلامية. وقد قسمت البحث إلى ثلاثة مباحث، عرّفت في الأول منها: مستجدات بدائل الدفن والتسميد البشري، وبينت في الثاني: ضوابط أحكام الدفن في الشريعة الإسلامية، وما فيها من رعاية حرمة جسد الإنسان بعد الموت، وفي الثالث: بينت حكم مستجدات بدائل الدفن عامة والتسميد البشري خاصة في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية. وقد وصل البحث إلى نتائج من أهمها: إن الشريعة الإسلامية تمنع كل طريقة من بدائل الدفن فيها حرق للجسد أو تقطيع له، أو سحق للعظام، أو إذابة للحم، لمنافاة ذلك مع الحرمة الثابتة للجسد الإنساني في الحياة وبعد الموت، وهذا يشمل تحريم طريقة الجثث السائلة وطريقة التجميد.
_إن طريقة التسميد البشري إن تضمنت سحقاً للعظام فهي ممنوعة بالنص، وأما إن خلت عن ذلك فقد وصل البحث إلى أنها تتعارض حالاً ومآلاً مع أحكام الشريعة ومقاصدها، لأنها تغض من التكريم الثابت للإنسان، وتخالف مقصد تحقيق النفع للميت بكثرة الدعاء له من زواره، ومقصد العظة والاعتبار للأحياء.
_إن الطرق الخضراء المتضمنة دفن الجسد في الأرض دون تحنيط ودون تابوت تتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية سواء تم ذلك في كفن قابل للتحلل البيولوجي، أو في غيره مما يماثله، ما دام الجسد سيوضع بطريقة لائقة في الأرض ويغطى بمكوناتها.
_ إن التعاليم الإسلامية في التعامل مع جسد الميت تحقق الشروط المناسبة التي تجمع بين حماية البيئة الطبيعية، واحترام الميت وتكريمه، مع تحقيق مقصد تذكر الموت وإحياء مظاهر الإيمان بالآخرة.