السّخرية في لزوميّات أبي العلاء المعري
الكلمات المفتاحية:
السخرية، لزوميات المعري، تعريف السخرية، دوافع السخرية عند أبي العلاء، تجلّيات السخرية، وظائف السخريةالملخص
السخرية طريقةٌ في التّهكم المُرّ والتندُّر أو الهجاء، تفضح القبح، بأسلوبٍ خاص يعبّر فيه الأديب عن الهموم والمشكلات الاجتماعية والسياسية وغيرها، على شكل ابتسامات ومفارقات. وقد برع أبو العلاء المعري في (لزومياته) في ابتكار طرق وأساليب مختلفة، للسخرية من المجتمع والسياسة وبعض المظاهر الدينية.. والوجود بأكمله.
وتكمن أهمية هذا البحث في أنّ موضوع السّخرية في لزوميات المعري، لم يُدْرَس دراسةً جماليةً من قبل[1]، فرأى الباحث أن يسلّط الضوء على هذه الفكرة الطّريفة، فشرع بتعريف السّخرية، مبيّناً وجود علاقة واضحة بين مفهوم (السخرية) ومفهوم (القبح) الجمالي، ثمّ درس شخصية المعري ودوافع السخرية عنده، وانتقل للحديث عن تجلّيات السخرية في اللزوميات: السخرية السياسية، والاجتماعية، والدينية، والفلسفية، وذكر -في أثناء الدراسة- اعتمادَ أبي العلاء أساليب بارعة للتعبير عن سخريته، ولم يُغْفِل أهمّ وظائف السخرية في اللزوميات: الإصلاح الاجتماعي والسياسي والديني، والوعظ، وتجديد النشاط والترويح عن النفس، ثم أجملَ النتائج التي توصل إليها، ومنها: -أظهر أبو العلاء في (اللزوميات) قدرةً خارقةً على إدراك القبح الخفي الذي لا يستطيع الناس العاديّون التقاطه، وعبّر عنه أحسن تعبير، هادفاً
إلى الإصلاح والنقد البنّاء، -اتجه أبو العلاء اتجاهاً خاصاً في السخرية السياسية؛ إذ ابتعد عن السّب والشتائم، وصوّر بأسلوب انتقادي جريء، فيه كثيرٌ من الصّراحة والقسوة والتجريح، والمرارة والحزن والاستهجان والاستنكار، مظاهر الفساد السياسي، -رسم أبو العلاء صورة الواقع الاجتماعي لعصره في القرن الخامس الهجري في نماذج شعرية، أبرز فيها بسخرية واضحة اشمئزازَه من الوضع الاجتماعي الذي كثر فيه الغدر والخداع والرياء والجشع والبُخل –اعتمد شاعرنا أساليب متنوعة للتعبير عن سخريته، كالمفارقة والمبالغة، والتضاد، والصورة الفنية، وتأكيد الذم بما يشبه المدح، والاستهانة..