البعد الديني في شعر شعراء الدعوة الإسلامية

الملخص

يحاول هذا البحث أن يرصد البعد الديني في شعر فئة محددة من الشعراء، هم شعراء الدعوة الإسلامية (حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة) الذين أقبلوا على الإسلام وتمثّلوا قيمه قولًا وفعلًا، وفهموا الشعر فهمًا جديدًا أسسه لهم قول النبي الكريم r: "إنما الشعر كلام مؤلّف، فما وافق منه الحقّ فهو حسن، وما لم يوافق الحقّ منه فلا خير فيه"[1]، فاتخذوا شعرهم وسيلة يدعون بها إلى الإسلام، وسلاحًا ينافحون به عنه، ويدفعون به عن النبي الكريم r أذى شعراء قريش وغيرهم من الشعراء المشركين. وآثرت أن أتتبع البعد الديني في شعر هؤلاء الشعراء في سياقات مخصصة، تتداخل أحيانًا، وقد تنفصل وتتمايز، لكنها -على أي حال– تتكامل في سبيل تحقيق الغاية الفنية المرجوّة، وهذه السياقات هي: سياق المدح والفخر، وسياق الهجاء، وسياق الرثاء. وهدف البحث أن يتبين –أولًا– إلى أي مدى تمثّل هؤلاء الشعراء قيم الإسلام وتعاليمه ومبادئه، وصدروا في شعرهم عن تلك القيم والمبادئ، وأن يعلل –ثانيًا- غلبة وجود ذلك الأثر الديني في سياقات محددة، وغيابه، أو تواريه، في سياقات أخرى.

[1]^- العمدة: ابن رشيق، 1/ 27.