صورةُ الحزنِ في رثاءِ المتنبّي جدَّتَهُ. (ت 354 ه)
الكلمات المفتاحية:
رثاء، الحزن، العهد، صورة الرثاءالملخص
قدَّمَ البحثُ تحليلًا فنيَّا لقصيدة المتنبّي في رثاءِ جدَّتهِ، مبرزَا قدرةَ الشّاعرِ على التَصويرِ الفنِّيِّ وتجسيدِ معاني شعرِهِ بأدواتٍ فنيّةٍ متناغمةٍ فيما بينها، فحشدَ الصورَ الجزئية لتكوينِ الصّور الرئيسةِ في القصيدةِ ثمَّ جعل من الصورِ الرئيسةِ أعمدةً تقومُ عليها الصّورةُ الكبرى في القصيدةِ.
وكشفَ البحثُ عن ثلاثِ صورٍ رئيسةٍ في القصيدةِ؛ إذ تجلّى في الصّورةِ الأولى موقفُ الشّاعرِ من المصائبِ، وهو موقفٌ عدائيٌّ؛ فالمتنبّي يرى الحياةَ خصمًا يكيلُ لهُ الضَّرباتِ، وهو غيرُ مستغربٍ فِعالها معهُ.
وأضاءَ البحثُ على الصّورةِ الرئيسةِ الثّانية، فبيّنَ حزنَ الشّاعرِ على جدَّتهِ، وكشفَ منزلتها عندهُ؛ فهي لم تكن المرأةَ الّتي عوَّضتهُ عن أمّهِ فحسبُ، بل كانت مربيَّتهُ وقدوتَهُ ومرشدتَهُ في حياتِهِ، وليسَ بعيدًا القولُ إنَّ المتنبّي هو جدَّتهُ في شخصيَّتها وطموحها ومزاجها.
وأبرزَ البحثُ في الصّورةِ الثالثةِ العهدَ الَّذي بين الشّاعرِ وجدَّته، فهو ماضٍ في أخذ حقّهِ المسلوبِ بكلِّ ثقةٍ، معتمدًا على نفسهِ الأبيَّةِ.
ووضَّحَ البحثُ كيفَ تعاضدت هذهِ الصور الثلاث لتقديم صورة الرّثاء الكبرى التي أبرزت صورةً دقيقةً للمتنبّي الحزين الغاضب الثّائر الطَّامح.
وبيَّنَ البحثُ كيفَ اتَّخذَ الشّاعرُ الصّورةَ الفنيَّةَ بأنواعها وسيلةً لإيضاحِ معاني الرِّثاءِ؛ فاستعمل التشبيهَ والاستعارة والكنايةَ والمحسناتِ البديعيةَ وعلمَ المعاني، واستعملَ أسلوبَ الشَّرطِ لربطِ
الأسباب بالنتائج، وغدتْ هذهِ الوسائلُ كألوانٍ متنوّعةٍ زيّنت اللَّوحةَ القصيدةَ.
واعتمد البحث المنهج الوصفيَّ والأسلوبَ التّحليليَّ لسبرِ أغوارِ القصيدةِ وإبرازِ تألُّقها.