الإدراج في الترجمتين الربانية والبروتستانتية (1865) لسفر الأمثال العبري تاريخ الترجمات ومرجعيات الإدراج الثقافي

المؤلفون

  • د. محمد تمام أيوبي

الملخص

تُرجم العهدُ القديم إلى لغاتٍ عدة، ومن بينها اللغة العربية، وقد تصدى العديدُ من المترجمين لهذا العمل، وتتالت الترجمات منذ العصور الإسلامية الأولى، ثم ظهرت ترجمات عدة نقلتِ النص إلى العربية من المصدر العبري نفسه، وهي الترجمة الربانية التي قام بها الحاخام الفيلسوف سعديا بن يوسف جاؤون الفيومي، ثم تتالت تجارب عدة كالترجمات الأرثوذكسية والترجمات الكاثوليكية واليسوعية 1871 والدومنيكية 1876، وتلتها بعد ذلك الترجمة البروتستانتية التي قام بها فريق عمل تكون من إيلي سميث وفاندايك وإبراهيم اليازجي وبطرس البستاني والشيخ يوسف الأسير، وعلى الرغم من خصوصية كل الترجمات المذكورة التي أحيت الكتاب المقدس ليكون نصًا ثقافيًا ولغويًا له مكانته في اللغة العربية؛ لكن الترجمة الربانية تعد الرائدة لكونها حملت وجهة النظر اليهودية العلمية والتفسيرية، وقدمت نصًا معادلًا لنصوص عربية أدبية لغة ومضمونًا، بالإضافة إلى تعاملها مع مصدر عبري أساسي ومصادر أخرى، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالترجمة البروتستانتية التي تشكل هوية نص عربي خليط بالعناصر التاريخية للأصل العبري مع الثقافة اليهودية والعناصر التأويلية المسيحية، فقد اعتمد المترجمون فيها على عملية انتقاء مفردات مكافئة للأصل دون أن تطغى كفةُ الاختيار للأصول العبرانية الدينية أو اليونانية أو السريانية أو العربية الإسلامية، أو أن ينفي هذا استخدام العناصر اللغوية الثقافية الإسلامية التي تسقطها العديد من الدراسات السابقة لهذه الترجمة تحديدًا.

وقد وقع الاختيار على سفر الأمثال بسبب عدم وجود مرجعية نصية آرامية تم النقل منها في الترجمة الربانية من أجل الوصول إلى نتائج محايدة تعلل تشكل النص من المصدر أسوةً بالترجمة البروتستانتية. بالإضافة إلى أن سفر الأمثال من الأسفار الموضوعية التي تصنف مع أسفار الحكمة، وهذا ما يجعله بعيدًا عن الغلبة الشعرية، أو الرموز الموجودة في أسفار أخرى، ولعل نسبة النص لعدة مؤلفين، ولمصادر تدوينيه متعددة قد ساهمت في تنوع الصيغ والتراكيب، وهذا ما يتضح من خلال جهد المترجم في عملية صياغة موحدة للنص أكثر مرونة من النصوص التشريعية، بسبب وجود إمكانات بديلة للترجمة، لا توجب التقيد بالحرفية المطلقة، ويساعد على عملية توظيف عناصر جديدة في المبنى ومرجعيات ثقافية مدرجة في المعنى، متباينة حسب الترجمة، من ناحية الإدراج التفسيري أو التأويلي أو من خلال التعديل الطارئ بسبب توظيف هذه العناصر الثقافية المحلية الربانية والبروتستانتية أي اليهودية والمسيحية، أو من خلال الاعتماد على عناصر ثقافية متعددة خارجية، تأويلية دينية، أو لفظية جماعية، أو لفظية كتابية قرآنية.

 

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

التنزيلات

منشور

2021-08-29

كيفية الاقتباس

الإدراج في الترجمتين الربانية والبروتستانتية (1865) لسفر الأمثال العبري تاريخ الترجمات ومرجعيات الإدراج الثقافي. (2021). مجلة جامعة دمشق للآداب و العلوم الإنسانية, 37(1). https://journal.damascusuniversity.edu.sy/index.php/humj/article/view/165