مشكلة الواقع الفائق عند جان بودريار
الكلمات المفتاحية:
مشكلة الواقع الفائق عند جان بودريارالملخص
شهدت الحضارة المعاصرة تطورًا هائلًا في التكنولوجيا وفي تأثيرها في الإنسان والمجتمع، ولاسيما زيادة اعتماد الفرد على الآلة ومحاولته السيطرة على العالم بواسطتها، وذلك سعيًا منه لتكملة ما ينقصه من قدرات وإمكانيات لتحقيق التوافق بينه وبين الطبيعة والمجتمع.
لكن ازدياد التقدم والتطور التكنولوجي زاد من شعوره بالنقص تجاه الآلة والقلق والتشاؤم والعجز أمام هذه التطورات التي تفوق قدراته الذهنية التي خلقت كل أساليب الرفاهية العظمى التي لا يُستهان بها؛ لأنه على الرغم من فوائدها إلّا أنَّها فرضت على الإنسان ضغوطًا وتحدياتٍ كبرى أبرزها إلغاء الواقع الحقيقي لصالح واقع آخر حلّ بدلًا منه، لذلك اختلفت التحديدات الفلسفية ونظريات المعرفة في تناولها لمفهوم الحقيقة والواقع، ولاسيما تحليل بودريار له، فاليوم لم تعد فكرة الحقيقة هي مطابقة الفكر للواقع، وليست أيضًا موجودة في عالم مفارق، إنمَّا الحقيقة التي تثبت ذاتها في العالم المعاصر هي حقيقة العالم الافتراضي.
ناقش هذا البحث خطر الواقع الافتراضي في التأثير في قيم الأفراد ومبادئهم، وتغييب الواقع الحقيقي، إذ كان لابدّ من نقد هذا التأثير الخطير لها والتصدي له، من خلال إيضاح ميزاتها وأثرها في قيم الأفراد، فكان لابدَّ من التساؤل عن عوامل نشوئه وسماته وتأثيراته.