أثر العامل الديني( ) في التحيز الأمريكي للصهيونية والكيان الصهيوني

الملخص

السؤال المحوري الذي تناوله البحث هو تأثير العامل الديني (الصهيونية المسيحية) في القرار الأمريكي بدعم المشروع الصهيوني في إقامة الكيان الصهيوني والتحيز لهذا الكيان، إذ مهدت لذلك بتوضيح عدم كفاية نسبة هذا التحيز لنفوذ اليهود، أو الأطماع الاستعمارية في المنطقة العربية. ويأتي التركيز على العامل الديني لإيضاح أهمية هذا العامل ومركزيته، فضلًا عن تسليط الضوء على السياسة الأمريكية المتطرفة في دعمها لهذا الكيان. قامت الدراسة بتأصيل العلاقة بين اليهودية والمسيحية، وأوضحت كيف أن حركة الإصلاح الديني والمذهب البروتستانتي السائد في أمريكا، جاء بنظرة جديدة كليًا تجاه اليهود انعكست بصورة إيجابية على ماضيهم ومستقبلهم. فكان لتلك التعاليم الدينية المستمدة من التوراة اليهودية (العهد القديم) دور مركزي في صياغة فكر المهاجرين الأوائل إلى أمريكا وثقافتهم، فأصبح هناك اعتقاد مبكر لدى الأمريكيين، بضرورة تحقيق النبوءات الواردة في العهد القديم كلّها، وعلى رأسها إعادة اليهود إلى فلسطين، كواجب ديني، إذْ بدأ ذلك قبل ظهور الحركة الصهيونية بثلاثة قرون. ويبرز البحث دور الدين في الحياة الأمريكية قديمًا وحديثًا، وأثره في صياغة الفكر والثقافة الأمريكية؛ ممَّا انعكس على المواقف الأمريكية تجاه كثير من القضايا، وبالذات من اليهود و”إسرائيل”، وكيف كان المشروع الصهيوني مشروعًا أمريكيًا  بتفاصيله كلّها يهدف إلى تحقيق رؤى ونبوءات دينية، آمن بها الشعب الأمريكي بمعظم فئاته، وتعاطف معها وتبناها الزعماء السياسيون، منذ تأسيس الجمهورية عام 1776م ، وحتى وقتنا الحاضر، وليس كما هو شائع أن الحركة الصهيونية نشأت وترعرعت في بريطانيا. وقد اعتمدت في كتابة هذا البحث على المنهج الوصفي والتحليلي القائم على تحليل المعطيات التاريخية للوصول إلى صورة مقاربة للحقيقية التاريخية. ومع وجود العديد من الدراسات التي تناولت الصهيونية المسيحية ودورها في نشوء هذا  الكيان الصهيوني؛ إلَّا أنَّ هذا البحث يتميز بطرحه فكرة أن نشوء الفكرة هي أمريكية الأصل وليست بريطانية كما كان معروفًا.