التجربة الجمالية في شعر الأحوص

الملخص

يعدّ الشعر العربي القديم حقلًا خصبًا لدراسات غنية تنعقد حوله، تنهل من مشارب عدة، وتصبّ كلها في سبل خدمته وجلاء وجوه الإبداع والجمال فيه، ويأتي هذا البحث ليتناول الشعر العربي القديم من وجهة نظر نقدية جديدة، فيدرس (التجربة الجمالية في شعر الأحوص)، في محاولة للإحاطة بمفهوم التجربة الجمالية، من زاوية نظرية فلسفية خالصة، قبل الانتقال إلى التطبيق، بدراسة أمثلة من شعر الأحوص، تنعكس فيها أبعاد التجربة الحياتية بما فيها من غنى وتنوع، في التجربة الفنية الجمالية، والكشف عن تجلّيات القيم الجمالية – الإيجابية منها على نحو خاص – في الجوانب المضمونية (المعنوية)، وفي الجوانب الشكلية الفنية.

ووصل البحث إلى نتائج؛ من أهمها أن التجربة الحياتية للمبدع تنصهر في عمله الإبداعي، وتنعكس فيه - مع ضرورة التنبه إلى أن الانعكاس لا يكون آليًّا ولا مرآويًّا، وأن العمل الإبداعي لا يمكن أن يكون توثيقًا لحياة صاحبه، بسبب طبيعة الإبداع ووسائل التشكيل الفني – وتنتقل تلك التجربة انتقالًا جماليًا فنيًّا إلى المتلقي، فيعيش بتلقيها تجربته الخاصة، فتتحقق الغاية السامية من العمل الفني. وتبيّن أيضًا أن المبدع لا ينفصل عن واقعه، وتتجلى في عمله الإبداعي قيم جمالية متوافقة مع القيم السائدة في بيئته ومجتمعه وعصره، وتتصل هذه النتيجة باعتماد التجربة الفنية على التجربة الحياتية في المقام الأول. ثم تتمايز الأعمال الإبداعية وتتباين في طريقة تمثيل القيمة ونقلها وفقًا لاتساع التجربة والخبرة، وبالنظر إلى الفوارق الفردية بين مبدع وغيره. 

واقتضت طبيعة البحث اعتماد المنهج الوصفي في المواطن اللازمة، والاستعانة بالتحليل اللغوي والفني في دراسة الشعر، فضلًا عن الاستعانة بأدوات علم الجمال.