العالم الصغير في فلسفة ابن السيّد البَطَلْيوسي

الملخص

إنَّ موضوع الإنسان من أهم الموضوعات التي شغلت الفكر الإنساني منذ القدم وحتى وقتنا هذا، وقد نال هذا الموضوع اهتمام بعض الفلاسفة الذين تناولوا مشاكل الوجود والنفس والألوهية، وظهر هذا الاهتمام بصورة واضحة وجلية في فلسفة ابن السيّد البَطَلْيوسي. فقد وضع ابن السيّد البَطَلْيوسي منهجاً فلسفياً حاول من خلاله الارتقاء بالإنسان والإعلاء من شأنه إلى أعلى مراتب الإنسانية، فطرح العديد من الأفكار والنظريات الفلسفية في فهم حقيقة الإنسان وتناولها في النقاش والتحليل المنطقي واللغوي.

 ونظر إلى الإنسان ورأى أنَّه كائن متميز عن جميع الكائنات خاصة وأنَّ الله جعله خليفته على الأرض، وميَّزه عن سائر الموجودات، وزينه بالعقل، فقارن بينه وبين العالم ورأى أنَّه الكائن الوحيد الذي تجتمع فيه أسرار الوجود وألغازه، والإنسان عند البَطَلْيوسي عالم صغير لما يجمع في تركيبه من مظاهر روحية ومادية، وهو كائن حر يستطيع أن يمتلك القدرة على الفعل عندما يختار ذلك بإرادته الحرة، وبذلك يكون الإنسان كائناً حراً قادراً على الفعل وممتلكاً لناصية الإرادة والعقل فبه تشيد دعائم الحضارات وترقى الأمم والأخلاق.