الفلسفة الطبيعية عند الرواقية "ماركوس أوريليوس إنموذجاً"

الملخص

يهدف هذا البحث إلى إيضاح كيف استطاع ماركوس أوريليوس الجمع بين رأيه في كتابه بأنَّ الوجود كله خَاضِعٌ للتغير وبين إيَضاحه في موضع أخر بأن تكرار كل شيء في الوجود والعالم أثناء حياة الإنسان يجعله يعتاد ويَألفُ كُلَّ شيء بحيث إنَّه لا يجد جديداً. هذا ما دعا إلى ملاحظة هاتين الفكرتين والكشف عن سؤال مُهم: هل هناك تعارض بينهما أم أنهما لا يحملان أي تعارض؟ حتى يمكن الجمع بينهما برأي واحد لا يجعل أحدهما مستغرب. هذا ما حاول البحث عرضه وتوضيحه. كما عرجنا في البحث إلى شرح المقصود بنظرية التداخل عند الرواقيين وقولهم بهذه النظرية بسبب إيمانهم بأنَّ الوجود مؤلف من جسميات فقط تتداخل مع بعضها طالما أنه لا وجود للخلاء بنظرهم. ولقد كانت الصَّعوبات تتمثل في البحث عن الشَّذراتِ المتشابهة التي تتحدث عن الموضوعات التي نريد الحديث عنها عند ماركوس

أوريليوس على اعتبار أنه في كتابه لم يكن يضع كل فقرة تحت مسمى معين بل كَانَ يكتب بتشتت وتفرق وعدم اتساق، مما تطلب محاولة تقصي الأفكار التي نريدها من كتابه المقسم إلى اثني عشر كتاب، وتحليل تلك الشذرات لتبين المقصود منها.