دور الأحلاف في التنافس الأمريكيّ- الصّينيّ في منطقة جنوب شرق آسيا بين عامي 1950 و1954
الكلمات المفتاحية:
التنافس، الأحلاف، الولايات المتحدة الأمريكية، الصينالملخص
يُعدّ التَّنافسُ حالةً تجمع طرفين دوليين أو أكثر يقرران تحقيق الفوائد والمصالح وفقاً لحسابات عقلانية دون اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية، ومع ذلك فقد يتخذ التَّنافسُ الدَّوليّ منحًى أخطر, وقد يتطور إلى توتر أو نزاع وتصادم. ويهدف التَّنافس إلى تحقيق درجة عالية من الكفاءة بأقل التكاليف، وهو بذلك يدفع القوى المتنافسة إلى تطوير أدائها وتحسينه من خلال التركيز على الإبداعات التكنولوجية والابتكارات.
تمثل العلاقات الأمريكية- الصينية مثلاً واضحاً للتنافس الدولي خلال الحرب الباردة (1945-1991)، إذ عدّت الولايات المتحدة الأمريكية الصين منافسها الأول في منطقة جنوب شرق آسيا، فيما نظرت بكين للولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى مهيمنة تسعى لاحتواء وتحجيم القوى الآسيوية وفي مقدمتها الصين.
سعى الطرفان الأمريكي والصيني إلى تحجيم قوة ونفوذ الطرف الآخر وذلك باستخدام العديد من الدبلوماسيات ومنها دبلوماسية الأحلاف، حيث وجدت كل من واشنطن وبكين في التحالفات وسيلة ناجحة لتحقيق أهدافها ومصالحها في المنطقة.
وفي حين اتجهت الصين إلى التحالف مع الاتحاد السوفييتي، ووقع الطرفان معاهدة التحالف والصداقة عام 1950، فقد اتجهت الولايات المتحد الأمريكية للتحالف مع كل من اليابان وأستراليا ونيوزيلندا وتايوان وإندونيسيا وعدد من الدول الشرق آسيوية.
ومن الجدير بالذكر أن حاجة الصين للمساعدات العسكرية والاقتصادية وعقيدتها اللينية الماركسية دفعتها للتحالف مع الاتحاد السوفييتي، ولذلك تخلت بكين عن هذا التحالف عندما حصلت على ما أرادت، في حين استغلت الولايات المتحدة الأمريكيّة حاجة الدول الشرق آسيوية للمساعدات العسكرية والاقتصادية لفرض التحالف عليها، وذلك بهدف مقاسمة الإدارة الأمريكية أعباء الدفاع عن مصالحها في المنطقة.