أبو عبد الله البريدي بين الطموح الاقتصادي والنفوذ السياسي (316-332هـ/928-943م)
الكلمات المفتاحية:
أبو عبد الله البريدي بين الطموح الاقتصادي والنفوذ السياسي (316-332هـ/928-943م)الملخص
تعد شخصية أبي عبد الله البريدي شخصية جدلية في تاريخ الخلافة العباسية في العراق، وقد ساعدته طبيعة شخصيته الطموحة على الظهور على مسرح الأحداث السياسية في العراق وجنوبها في الربع الأول من القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، تدرج أبو عبد الله البريدي في المناصب مستغلاً الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتدهورها، فابتدأ بوظيفة الكتابة، ثم تولى أعمال الضمان، واحترف بها حتى لفت أنظار الخلفاء والوزراء، الذين اعتمدوا عليه في تحصيل الأموال والمصادرات،وتوسع ضمان أبي عبد الله فأضحى رقعة جغرافية لا يستهان بها، حتى سيطر على الأهواز والبصرة وواسط في آنٍ واحد، فكان رائداً في مجال الضمان،وقد زاده تقلد هذه الأعمال نفوذاً ومالاً وسطوة، حيث كثر أعيانه وجنده، ودخل بعدها إلى معترك الحياة السياسية، وأخذ بمزاحمة جيوش الخلافة على السلطة في بغداد، وحاول غير مرة السيطرة على بغداد، حتى استولى عليها، وتولى الوزارة أكثر من مرة، لكن الأمور لم تصْفُ له، إذ إنه كان يعمل تحت مظلة الخلافة العباسية تارة، وتارة ضدها، وأحياناً كثيرة يلجأ إلى القوى المعادية للخلافة العباسية في سبيل الوصول إلى أهدافه الانفصالية، ومن ناحية أخرى لم تقف الخلافة العباسية مكتوفة الأيدي تجاه البريدي، إذ أنها لجأت إلى آل حمدان ضد البريدي، والذين لم يتوانَوا في تقديم المساعدة، وطرده من بغداد، وملاحقته، حتى انتهى به المطاف وحيداً لا مال له ولا قوة، فأخذ يقترض الأموال إلى مماته.