الاضطهاد الساسانيُّ للمسيحيّينَ في فارسَ وتأثيرهُ في العلاقاتِ البيزنطيَّةِ الفارسيَّةِ خلال القرنَيْنِ الرابعِ والخامسِ الميلاديَيْنِ
الكلمات المفتاحية:
بيزنطة، فارس، إمبراطورية، ملك الملوك اضطهاد، المسيحية، الزردشتية.الملخص
تعرَّضَ المسيحيُّون إلى الاضطهادِ الدينيّ في عهدٍ مبكٍّرٍ من أباطرة الإمبراطوريةِ الرومانيةِ؛ إذْ بدأ منذُ القرنِ الأولِ حتى بداياتِ القرنِ الرابعِ الميلاديِّ معَ اعتناقِ قسطنطينَ الأولِ الكبيرِ الديانةَ المسيحيةَ وجعلِها ديانةً رسميَّةً للدولة سنةَ 313 م؛ إذْ عُدَّتْ نقطةَ تحوُّلٍ في تاريخِ المسيحيةِ.
معَ انقسامِ الإمبراطوريةِ الرومانيةِ ورثَ البيزنطيونَ الصراعَ معَ الفرس الساسانييّنَ، وأضيفَ إلى البعد السياسيِّ للحروب بينهما بعداً دينياً بعد دخول البيزنطيينَ في المسيحية، وانتشار المسيحية في فارسَ وأرمينيا وغيرها من المناطق المجاورة، وهذا سيجعل هؤلاء المسيحيينَ جميعَهم يتعاطفون مع الإمبراطور البيزنطي الذي اعترف بالمسيحية، وهذا ما سيهدِّدُ العرشَ الفارسيَّ والدولة الفارسية ذاتَ المذهب الزرادشتيِّ، فعمت سلسلةُ الاضطهاداتِ ضد مسيحيّي فارسَ، وتحوَّلَ الصراعُ الماديُّ الاستراتيجي بين بيزنطةَ وفارس إلى طابعٍ عقائديٍّ يتمثل بالصراع بين المسيحية والزرادشتية، فخاضوا حروباً طويلة طوالَ القرنِ الرابعِ والخامس الميلاديينَ.