دور الزئبق في حدوث اضطراب طيف التوحد (ASD): دراسة حالة - شاهد على أطفال سوريين

الملخص

خلفية البحث وهدفه: اضطراب طيف التوحد هو اضطراب تطوري يؤثر على التفاعل الاجتماعي والاتصال اللغوي للأفراد ويشخص خلال فترة الطفولة. على الرغم من أن أسباب مرض التوحد لا تزال غير معروفة بشكل كامل، إلا أن العديد من الأبحاث تشير إلى وجود عوامل جينية وبيئية تلعب دورًا في تطور هذا الاضطراب. واحدة من النظريات التي أثيرت حول العوامل البيئية الممكنة هي علاقة بين مرض التوحد ومستويات التعرض للزئبق. نظراً لزيادة التلوث بالمعادن الثقيلة في سوريا وأثرها على الصحة العامة،  فقد هدف هذا البحث إلى قياس تراكيز الزئبق الدموية عند أطفال سوريين مشخصين باضطراب طيف التوحد ومقارنتها مع أخوتهم ومع مجموعة شاهدة لا ترتبط بهم بصلة قرابة.

المواد والطرائق: اشتملت الدراسة على 30 طفل مشخص باضطراب طيف التوحد، و 30 طفلاً شاهداً مقسماً إلى 15 طفلاً هم أخوة للمرضى و15 طفلاً شاهداً. استخلص الزئبق من الدم الكامل وحلل بوساطة جهاز الامتصاص الذري الغرافيتي.

النتائج: تراوحت تراكيز الزئبق بين 51.6 و1926.2 ng/ml عند الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وبين 72 و1984.8 ng/ml عند الأشقاء، وبين 40.8 و1707.2 ng/ml عند الشواهد غير الأخوة. أظهر التحليل الإحصائي وجود فارق  جوهري بين تراكيز الزئبق عند الأطفال والأخوة مقارنة مع الشواهد ، وبين إناث الدراسة مقارنة مع الذكور. لم يكن هناك أي فارق إحصائي في تراكيز الزئبق بين الأطفال المشخصين ب ASD وأخوتهم.

الاستنتاجات: تثير هذه الدراسة أسئلة عن العلاقة السببية بين التعرض للزئبق وبين تطور اضطراب مرض التوحد. لاتزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد مدى تأثير التعرض البيئي مقارنة بالعوامل الجيني.