دور التصميم الغرافيكي في بناء العلامة التجارية الوطنية (البراندينغ الوطني)

الملخص

يتصدر موضوع بناء العلامة التجارية الوطنية (البراندينغ الوطني) أولى الأولويات في المشهد الجيوسياسي والإعلامي العالمي ولا سيما بالنسبة للدول النامية. وتتهافت دول اليوم في حجز مكانتها الخاصة وجذب الاستثمار الخارجي، وترويج السياحة والصادرات في بيئة تسويقية ليس لها سابقة في التاريخ الحديث. يّعزز البراندينغ الوطني ويرفع من حس المواطنة والانتماء لدى مواطني الدول، ويفتح آفاق الترابطات للدولة مع العالم.

يتمحور البحث حول هذا الطرح، فيحدد المصطلحات ويضيء على أبرز المحطات في مسيرة تطوره، كما يستعرض أبرز الاستراتيجيات المتبعة في بناء العلامة التجارية الوطنية وتوطينها، بالإضافة إلى تأثير عبارة (بلد المنشأ)، وتصنيفات المؤشر العالمي للعلامات التجارية الوطنية، دون إغفال دور التصميم الغرافيكي في هذه العملية. في الختام، يأتي البحث على تحليل نموذجين في محاولةٍ لإسقاط الجانب النظري على التطبيق العملي ويخلص إلى مجموعة ٍ من النتائج المرتبطة بهذا الموضوع.

 ومن هذا المنطلق،  يصبو البحث في أهدافه  إلى تحديد دور التصميم الغرافيكي بتطبيقاته المختلفة ومدى إسهامه  فيما يتعلق بموضوع بناء العلامة التجارية الوطنية، إذ يستنهض التصميم كافة المقومات والإمكانيات للدولة دون استثناء (كالشعراء والأدباء والفنانين والطبيعة الجغرافية والثروة الحيوانية والصناعة والسياحة والتاريخ وغير ذلك)  مستلهماَ من هذه الحاضنة الغنية عناصر بصرية يستقي منها بتجدد.

تتمثل مشكلة هذا البحث من كون (البراندينغ الوطني) موضوعاً هاماً لكنه غير مدرك بعمق على الصعيد المحلي ولا يمكن التماس منعكساته إلا على المدى الطويل. كذا يعد نقص المحتوى العربي والدراسات الأكاديمية والتطبيقية لهذا الطرح المتنامي  أبرز هذه الإشكاليات.

تبرز أهمية البحث من كونه مفهوماً حديثاً نسبياً، يُسهم في تغيير وتوجيه الآراء والأفكار حول الدولة بالصورة المطلوبة مصوباً الافتراضات من حولها. وتتعاظم هذه الأهمية في فترات الحروب والصراعات وما تفرزه من تصورات واعتبارات تشكلها وسائل الإعلام والأحداث الخاصة والتي قد تكون مغلوطة أو مسيسة فتعكس سلبي الأثر.