المحتوى البصري لفن الفيديو
الكلمات المفتاحية:
المحتوى البصري، فن الفيديوالملخص
أدى اكتشاف تقنيات تكنولوجية جديدة إلى تطوّر فكر الإنسان ونظرته الجمالية، فقام باستغلالها وتوظيفها في منتجه البصري الذي ناله قسطاً كبيراً من هذا التطور، الذي أثّر على الأساليب التقليدية المتبعة في النتاجات الفنية، فنرى تغّيراً علمياً وتكنولوجياً وفلسفياً وبشكل ملحوظ في المجال الفني، فتفاعل الكثير من الفنانين مع هذه المتغيرات التي تتعلق بالأبعاد الجمالية والمفاهيمية، مما أضفى على الوسائط التعبيرية أساليب فنية جديدة ومتعددة ما بين فترة الحداثة Modernısm وما بعد الحداثة Post modernısm، فأصبح العمل الفني ذا رؤى وأبعاد فكرية جديدة تبلورت من خلال التجارب الإبداعية التي قام بها الفنانون بخامات ومواد مختلفة، فتشكّل لدينا قاموس مفردات فنيّة مخالف لما كان علية الفنّ من قبل، فاحتوى على أبعاد مفاهيمية ونظرية ومنهجية كانت محور اهتمام الفنانين من خلال تفسير التأثيرات الفنية بطريقة مبتكرة وفحص الخطاب الفني من وسائل التعبير لتعميق الدلالات التي يحملها العمل الفني في مضمونه، فتكوّن من فحواها الفيديو الذي اسُتخدم كوسيط تعبيري في العديد من الاتجاهات الفنية في فترة ما بعد الحداثة، حيث تحول العمل الفني إلى استعراض بصري- حركي- سمعي، ومن هنا ربط الفنان الزمان والمكان مع بعضهما البعض في العرض، فتكوّن لدينا زمكانية جديدة قائمة على وحدة الفكرة ومعالجاتها البنائية والتقنية القائمة على الإثارة والدهشة والغرابة لدى المتلقي عن طريق مجموعة من العناصر والوسائل التعبيرية الفنية ذات دلالات نفسية جمالية، أُطلق عليها (فن الفيديو)، فكانت صفاته وخصائصه تتميز عن غيره من أشكال الفنون البصرية بارتباطها بالأبعاد المفاهيمية التعبيرية والرمزية في محتواها البصري.
فالمحتوى البصري لفن الفيديو هو انعكاس للواقع المادي والخيال عبر تقنيات فنية معاصرة تمتزج لتكوّن وحدة بصرية تحتوي الفنون جميعاً، ففن الفيديو يعبّر عن ذائقة المتلقي المعاصر، ويخاطبه بطريقة تختلف عن الفنون الأخرى من خلال الصورة المتحركة المعبرة، فهو فن تكاملي وشامل للفنون وليس بديلا عنها.