مفهوم الحركة وأبعاده في التصوير الضوئي
الكلمات المفتاحية:
حركة، التصوير الضوئي الديناميكي، استروبوسكبيك فوتوجرافي، الأفلام الطليعية، التصوير الزمني.الملخص
يدرُس هذا البحث الخصائص الحركية في آفاق التصوير الضّوئي. حيثُ سعى التصوير الضّوئي إلى التقاط الأحداث اليوميّة والأشياء بحركتها ضِمنَ جماليّات ووجهات نظر فنية مُتعدّدة، نابِعة من الأفكار والمفاهيم التي كانت تَملئ ساحة الفن التشكيلي في فترة الحداثة. (كالتصوير الضوئي الديناميكي) الذي ابتكَرَه الأَخَوان (أنطون جوليو وأرتورو براجاجليا) حيثُ رَكَّزا على تدفُّق الأشكال في الفضاء. والصّور الضّوئية للفنان (هارولد إيوجين إدجرتون) الذي اخترع تقانة (الستروبوسكبيك فوتوجرافي). حيثُ تُساعِد على التقاط التَدَفُّق الانسيابي للحركات السريعة جداً، التي لا تستطيع العين المُجَرَّدة تَمييزها. ثُمَّ تَطَرَّق البحث إلى جماليّات الحَرَكة في اللّوحة والمُرتَبِطة بالتجريد. إذ ظَهَرَت صوراً ضوئيّة لفنانين تُحاكي المفاهيم التجريدية. مِنها استخدام بَعض الفنانين التصوير الضوئي التجريبي بتقاناته المُتَعَدِّدة كتقانة (الفوتوجرام).
ثم تأتي دِراسة تَحَوُّل المَفهوم الحَرَكي الخاص بالتَصوير الضَوئي، مِن أن يكون إدراكي مَبني على الخِبرة المُسبَقة لدى المُتلَقّي، إلى مُستوى آخر مِن الوَهم الحَرَكي، مَبني على حَقيقة عِلميّة مَفادُها أنّ االدِّماغ البَشري يستطيع الاحتفاظ بانطباع الصورة لفترة (أجزاء من الثانية). فإذا عُرِضَت مجموعة صُور مُتسلسلة، بِحَيثُ لا تتجاوز المُدّة الفاصِلة بَينَ صورة والتي تليها، المُدّة التي يَستطيع الدِّماغ خِلالها الاحتفاظ بهذا الانطباع، حَدَثَ إدراك حَركي لدى المُتَلَقّي يَربِط التَوَضُّعات في الصور بعضها ببعض. فمَع تطوُّر الأبحاث حول إمكانيّة تَحريك الصورة تَوَصَّلَ العُلماء إلى أنّه يمكن للدماغ مُعالجة عشر إلى اثني عشر صورة في الثانية وإدراكها بشكل فردي، وإذا زاد عدد الصور عن هذا الحد لمجموعة صور مُترابطة
يقرأها الدماغ على أنّها حركة. هنا يأتي البحث على ذكر تجربة البريطاني الأمريكي (إدوارد مويبردج) التي شكلت بدايات تصوير الأفلام. ثم يتطرق إلى دراسة الحركة في مجموعة من الأفلام الفنّية التي نُفذت في فترة الحداثة. إذ كان الطليعيون يفضلون الصدفة والعفوية في أفلامهم، ومنهم من اتخذ منحى تجريبي، إذ كان بعضهم يُنشئ الحركة في فيلمه عن طريق استخدام الفيلم نفسه كوسط شفاف يرسم عليه ويخطط ويحضر مادة موضوعه باليد.