ال الاصطفائية في التمثيل المعماري داخل المنشآت الدينية في سوريا خلال الألف الأول الميلادي
الكلمات المفتاحية:
الألف الأول الميلادي، اصطفائية، تمثيل، دين، رسوم جدارية، سوريا، عمارة، فسيفساء، منظورالملخص
نتيجة موقعها الاستراتيجي، اجتاحت سوريا مجموعات بشرية مختلفة، طبعت منتجاتها المعمارية بخليط ثقافي. سرعت الأحداث العسكرية في المنطقة، خلال الألف الأول الميلادي، حركة الانتقال من طراز إلى آخر في الفنون والعمارة على السواء.
خلال هذه الفترة وجدت الهوية الثقافية المحلية نفسها أمام مُلزمات اجتماعية ودينية، حكمت عمارتها بضوابط. فكانت ردة الفعل بإظهار الهوية المحلية عبر التمثيل المعماري الذي ازدادت حدته بين القرنين الثالث والثامن الميلاديين، منتقلاً من حالة التوثيق إلى حالة اختلاق أشكالٍ غريبة تحمل ملامح الفكر الاصطفائي.
يتناول البحث ثلاث منشآت دينية سورية تميزت بالتمثيل المعماري، وترتبط كل واحدة منها بإحدى الديانات السماوية: الكنيس اليهودي في دورا أوروبوس على الفرات الأدنى، كنيسة القديسين الشهداء في طيبة الإمام في سوريا الوسطى، وأخيراً المسجد الأموي الكبير في دمشق العاصمة.
تجمع بين هذه المنشآت اللحظة الحرجة للإنشاء، والتي شكلت مرحلة انتقالية بين ثلاث فترات طويلة واضحة الشخصية: الفن الكلاسيكي الإغريقي-الروماني وفنونه التصويرية، الفن البيزنطي ومنشآته الفخمة، وأخيرا الفن الإسلامي ومفهوم تحريم التصوير.