حق الإنسان في الغذاء الكافي بين مسؤولية الدولة ودور المنظمات الدولية
Abstract
إن الحق في الغذاء الكافي، الذي يفهم بصورة عامة على أنه الحق في إطعام الإنسان نفسه بكرامة، هو حق إنساني معترف به دولياً منذ أمد طويل، وتعهدت بتنفيذه بلدان كثيرة؛ وقد قام عدد من الدول خلال العقود الماضية بتطوير تعديلات دستورية، وقوانين وطنية واستراتيجيات وسياسات وبرامج وتنفيذها تهدف إلى إنفاذ الحق في الغذاء للجميع؛ بيد أن الحق في الغذاء الكافي لا يزال بعيداً عن التحقق - على أرض الواقع - في ظل وجود ما يزيد على 800 مليون إنسان يأوون جياعاً إلى فراشهم كل ليلة.
إن تمكين الجميع من الحق في الغذاء الكافي - على نحو دائم – هدفٌ قابلٌ للتحقيق؛ وبالنظر إلى طبيعته الملزمة قانونياً، لا يعدّ تحقق الحق في الغذاء الكافي وعداً يتم الوفاء به من خلال الإحسان؛ بل هو حق إنساني لكل امرأة ورجل وطفل، ويجب تنفيذه من خلال أعمال مناسبة تقوم بها الجهات الحكومية والأطراف الفاعلة الأخرى من خارج الحكومات.
وتؤدي منظمة الأغذية والزراعة دوراً حاسماً في السير قُدُماً بهذا الحق على الصعد العالمية والإقليمية والوطنية؛ وتقوم المنظمة أيضاً بتطوير منهجيات وأدوات تحليلية لمختلف أصحاب المصلحة؛ كما تقوم مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة على الصعيد القطري والإقليمي؛ وفي المقر الرئيس للمنظمة بأعمال كثيرة ومتنوعة تتصل بتشجيع إنفاذ الحق في الغذاء؛ إذ أقرت البلدان الأعضاء في المنظمة وبالإجماع - عام 2004- الخطوط التوجيهية الطوعية؛ لدعم التنفيذ الحثيث لهذا الحق في إطار الأمن الغذائي القطري من خلال مجموعة واسعة من السياسات والبرامج.