صراع الهويات وانقسامها من العصبيات الأولية إلى المواطنة
Keywords:
صراع الهويات وانقسامها من العصبيات الأولية إلى المواطنةAbstract
حاول هذا البحث تعرّف الجوانب المختلفة التي ترافق عملية طرح مشكلة الهوية بهدف تحديد مكوناتها، وما تنطوي عليه من أبعاد سيسولوجية وثقافية وحضارية، وبما تحيل إليه من مشكلات سياسية واجتماعية أصبحت أكثر حضوراً وراهنية مع المتغيرات المتسارعة التي تشهدها الدول والمجتمعات في عالم اليوم.
وإذا كان صحيحاً أن وعي الهوية والتفكير بأسئلتها، تعبيُر عن محاولات الذات الفردية والجمعية تخفيض القلق الحضاري الناجم عن وجودها وعلاقتها بذاتها وبالآخرين، فإنه من الصحيح أيضاً ملاحظة ظهور عوامل تهديد طارئة، جعلت من الحديث عن صراع الهويات وتشظيها وإعادة تكوينها وفق أسس تمليها، ضرورات علمية وعملية يصعب تأجيلها.
إِذْ إن الإقرار بالتنوع والاختلاف كواقع موضوعي في معظم المجتمعات، يصادر على الادعاء بالصفاء والنقاء، سواء أكان عرقياً أم دينياً، ويوصل إلى العنصرية والتعالي، ومن ثَمَّ إلى التعصب، فسرعان ما سيولد ميلاً إقصائياً يصعب إيقافه يتعارض مع حق الجميع بالوجود والتعبير بما يكفل الوحدة ضمن التنوع.
فما العوامل التي دفعت بالهويات التي بدت راسخة، مدةً طويلةً، إلى مدار التشظي والتصدع والانقسام وصولاً إلى الصراع، ثم ما السُبل المناسبة للانتقال من الهويات الضيقة والموروثة إلى هوية وطنية تعترف بالاختلاف والتنوع وتبني منه انتماءً أوسع على قاعدة المواطنة؟؟.