البعد الأمني في السياسة الروسية تجاه الجمهوريات الإسلامية المستقلة

الملخص

إن قضية الأمن الروسي مسألة شديدة الأهمية في الفكر القومي الروسي، وتحظى الجمهوريات الإسلامية المستقلة باهتمام السياسة الروسية؛ لأنّها تمثل أهمية جيوبوليتيكية لروسيا، ناهيك عن الإرث الطويل الذي ربطها بالاتحاد السوفيتي.

تطرّق البحث إلى محددات السياسة الروسية تجاه الجمهوريات الإسلامية المستقلة المتمثلة في احتواء النفوذ الأمريكي والغربي، وتطويقه، ومواجهة التهديدات الإسلامية المتطرفة في منطقة آسية الوسطى؛ ومنع الإتجار بالمخدرات ومكافحتها، فضلاً عن الإفادة من ثروات المنطقة في إعادة الاقتصاد الروسي إلى سابق عهده.

تناول البحث بالتحليل الآليات والوسائل التي اتبعتها روسيا لتحقيق أهداف سياستها كالوجود العسكري المباشر؛ وعقد الاتفاقيات الثنائية وترتيبات الأمن الجماعي؛ وتوصّل البحث إلى أن بعض هذه الوسائل قد نجحت فعلاً في تحقيق أهداف السياسة الروسية في حين لم يحقق بعضها الآخر النجاح المتوقع بسبب التنافس الدولي الشديد على النفوذ في منطقة آسية الوسطى من جهة، والتحفظ الذي أبدته الجمهوريات الإسلامية المستقلة إزاء السياسة الروسية التي رأت فيها هذه الجمهوريات محاولة لإعادتها إلى الدوران في الفلك الروسي من جهة أخرى الذي كان في أثناء وجود الاتحاد السوفيتي.