(الأوراسيانية) جيوبوليتيكيا القطبية الدولية الناشئة لروسيا (واقع وتحديات)

الملخص

الملخص

تناول هذا البحث تحليل الاتجاهات النظرية الأوراسية من حيث فلسفتها وأهم أفكارها، ومن ثم تناول الأوراسيانية بوصفها التطبيق الجيوبوليتيكيّ للنظريات الأوراسية، وناقش البحث التكامل الأوراسيّ مع المشروع الصينيّ "حزام واحد - طريق واحد"، كما ناقش البحث "الروسنّة ونظام العولمة الروسيّ البديل"، وحَلَّلَ أبرز تحديات الأوراسيانية الروسية بنيوياً؛ أيّ داخل الاتحاد الأوراسيّ، وخارجياً أيّ المشاريع الجيوبوليتيكية التي تنافسه وتتصارع في آسية الوسطى؛ وذلك من خلال اختبار جملةٍ من الفرضيات البحثية تنطلق من فرضيةٍ رئيسةٍ وهيّ أنّ الأوراسيانية كأحد اتجاهات الفكر الاجتماعيّ والسياسيّ في روسيا هيّ إطارٌ مفاهيميٌّ ورؤيةٌ جيوبوليتكية تهدف إلى إحياء الثقافة والسياسة والاقتصاد المشترك لبلدان المنطقة الأوراسية، وتحويل الفضاء الأوراسيّ إلى مركز للسياسة والاقتصاد العالميين؛ ويرتبط بهذه الفرضية جزئيتان: الأولى يُعدّ التكامل الأوراسي مع مبادرة "حزام واحد وطريق واحد" الصينية أبرز استراتيجيات التطبيق الأوراسياني، والثانية المشروع الروسي لعالم متعدد الأقطاب ينطلق من أساسٍ شرطيٍّ؛ وهو قدرة روسيا على إنتاج رؤية ثقافية لذاتها، عبر إعادة إنتاج الوعيّ الروسيّ، وقَدَّمَتْ هذه الدراسة رؤيةً متكاملةً للمشروع الروسيّ لعالم متعدد الأقطاب انطلاقاً من النزعة الأوراسية من حيث شكل البنيان الدوليّ وأسس التعددية القطبية، وكيفية تطبيقه انطلاقاً من تأسيس الاتحاد الأوراسيّ في العام (2014)، واستراتيجية المحاور الجيوبوليتيكية التي تطبقها روسيا، وهي ثلاثة محاور رئيسةٍ محور (موسكو- برلين)، ومحمور (موسكو- أنقرة) ومحمور (موسكو- طهران)، فضلاً عن التكامل بين المشروع الروسيّ والصينيّ في أسيا الوسطى، وتوصلت الدّراسة إلى نتائج بحثيةٍ أهمها أنّ المشروع الروسي لعالم متعدد الأقطاب ينطلق من أساسٍ ثابتٍ شرطيٍّ وهو قدرة روسيا على إنتاج رؤية ثقافية لذاتها، وأنّ التكامل الأوراسيّ مع مبادرة "حزام وطريق " الصينية تُعدّ أبرز استراتيجيات التطبيق الأوراسياني، فضلاً عن التكامل مع منظمة شنغهاي للتعاون، ولكن مآلات العلاقة الصينية/ الروسية في آسية الوسطى (تعاوناً وتنافساً) تُعدّ أيضاً محدداً بارزاً لمستقبل المشروع الأوراسيّ كاملاً، كما توصلت الدراسة إلى نتيجةٍ مفادها أنّ إشكاليات الانكماش الاقتصاديّ وتباطؤ معدلات النمو في روسيا بوصفها قاطرة المشروع الأوراسيّ، تُشكّل خطراً على مستقبل الاتحاد ومن ثُمَّ على مستقبل المشروع الأوراسي، وختم الباحث لا يبدو الطريق معبداً أمام المشروع الأوراسيّ الذي تُعدّ آسية الوسطى قلبه الأوراسيّ، فهنالك مزيجٌ من الصراع والتنافس الدوليّ على القلب، من قبل الصين وتركيا والولايات المتحدة، الأمر الذي يتطلب تركيزاً كبيراً للسياسة الروسية على دول القلب الأوراسيّ