ظاهرة الكيبوتس في الكيان الإسرائيلي من الفاعلية إلى الأزمة
الكلمات المفتاحية:
كيبوتس، فلسطين، إسرائيل، الشيوعية، يسار، التعاونيات، الصهيونية، أزمةالملخص
تعتبر الكيبوتسات واحدة من أقدم صور الاستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة، كما أنها إحدى أهم أدوات المشروع الصهيوني لاحتلال الأرض وادعاء ملكيتها. وقد لعبت الكيبوتسات دوراً هاماً في احتواء الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة خصوصاً في فترة الانتداب البريطاني. ولهذه الظاهرة عدة جوانب منها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. فهي جاءت نتيجة تشبع اليهود الأوربيين الشرقيين بالأفكار الاشتراكية التي سادت كثيراً في أوروبا، فعملوا عند وصولهم إلى فلسطين على تأسيس تعاونيات اشتراكية وشيوعية، حملت الأولى اسم: الموشاف، بينما حملت الثانية اسم: الكيبوتنس. ويمتاز الكيبوتس بأسلوب الحياة التشاركي الشيوعي من حيث جماعية المعيشة والإنتاج والاستهلاك والثقافة والتربية وغير ذلك، إذ لا وجود للملكية الخاصة داخل الكيبوتسات. ضمن هذا الشكل من الاستيطان، كانت الكيبوتسات الرافد الأساسي للمشروع الاستيطاني في ادعاء امتلاك الأرض، وقد عولت الحركة الصهيونية على الكيبوتسات لقدرتها على تأسيس تجمعات بشرية في بقع وأقاصي نائية من فلسطين المحتلة لتتمكن فيما بعد من ادعاء أحقية اليهود الصهاينة بالأرض وتشكيل حدود دولتهم الموعودة قبل قرار التقسيم سيء الصيت. هذا وفي المراحل الأولى لتأسيس الكيان الإسرائيلي استمرت الكيبوتسات في لعب دور رئيسي إن على صعيد السياسة أو على صعيد العسكرة وحتى على صعيد الاقتصاد، وقد عاشت عقدين ذهبيين امتدا طيلة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، إلى أن بدأت تفقد بريقها وتنحدر شيئاً فشيئاً إلى أن باتت الأزمات عنوانها الرئيسي في الثمانينات والتسعينيات. من هنا، يحاول هذا البحث النظر في مجمل حركة الكيبوتس وماهيتها وما الأسباب الحقيقية التي أدت لأزمتها البنيوية، وهل مازال لها دور ومستقبل كما كان عليه الوضع في السابق أم لا؟ كما ويدرس هذا البحث فرضية وجود ارتباط بين أزمة الكيبوتسات، وبين التطورات العالمية قبل أكثر من أربعة عقود والتي أدت لتغير في الأفكار والسياسات التي يدار بها الاقتصاد والاجتماع والسياسة على الصعد المحلية والدولية.