تحولات نظرية الاقتصاد الجزئي: من النمذجة النيوكلاسيكية المخملية إلى الواقع المعقَّد
الكلمات المفتاحية:
نظرية الاقتصاد الجزئي النيوكلاسيكية، النمذجة الاقتصادية، الواقعية، الاقتصاد المعقّدالملخص
تعد موضوعات نظرية الاقتصاد الجزئي النيوكلاسيكي، من طلب وعرض وأسعار وأسواق وتوازن، الجزء الأهم في النظرية الاقتصادية السائدة على مستوى الفكر الاقتصادي أولاً، وعلى مستوى السياسات الاقتصادية التطبيقية ثانياً. وقد شهد الواقع الاقتصادي الدولي تطورات كبيرة اتسمت بشكل جوهري بالسرعة والتعقيد، وتجسدت واقعياً بالأزمات المتلاحقة التي أصابت الاقتصاد العالمي، والتي أدت إلى عدم استقرار واسع انعكس سلبياً على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية. لم تعد افتراضات نظرية الاقتصاد الجزئي النيوكلاسيكية المبنية على أسس من النمذجة الاقتصادية المبسّطة، قادرة على مسايرة متطلبات واقع النشاط الاقتصادي المعقد. فقد أنتج هذا الواقع فجوةً واسعةً بين نظرية الاقتصاد الجزئي النيوكلاسيكي ومتطلبات إنتاج سياسات اقتصادية جزئية تلبي متطلبات الواقع المعقد، برز تياران فكريان للتعاطي مع هذه الحقيقة، يقول الأول بأن نظرية الاقتصادي الجزئي النيوكلاسيكية باتت عاجزة عن التعامل مع متطلبات الواقع المعقّد الذي تجاوز افتراضاتها النظرية وغير الواقعية، فيما يرى التيار الثاني أن أصالة النظرية الاقتصادية الجزئية وتاريخها الطويل والمتجدد يسمح لها باستيعاب متطلبات هذا الواقع المعقَّد. ينتهي البحث إلى التأكيد على قوة وحيوية نظرية الاقتصاد الجزئي بصيغتها النيوكلاسيكية وفرضياتها المرافقة وقدرتها على التجدد لاحتواء متطلبات الواقع الجديد المعقّد، سواء من خلال افتراضات حديثة أم من خلال استيعاب مخرجات العلوم السلوكية والمؤسسية المعاصرة، على النحو الذي يفيد بجعل هذه النظرية أكثر تماسكاً ورسوخاً في تفسير الواقع المعقّد والتنبؤ بمجرياته المستقبلية.