دراسة تحليلية لاستخدامات الأراضي في ظروف التغيرات المناخية في الوطن العربي

الملخص

هدف البحث بشكل رئيسي إلى إجراء تحليل قياسي لاستخدامات الأراضي بغرض تحديد العلاقة بين استخدامات الأراضي والتغيرات المناخية في الوطن العربي خلال الفترة الممتدة من 2000 إلى 2020، لذلك تم استخدام تقانات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لتحديد نقاط الغابات، والمراعي، والمحاصيل الموسمية المطرية الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية لاسيما تواتر معدلات الهطل المطري، وبالتالي تم جمع البيانات المناخية الخاصة بمعدل الهطل المطري في تلك النقاط، كما تم جمع بيانات ثانوية خاصة باستخدامات الأراضي كمساحة الغابات، ومساحة المراعي، ومساحة المحاصيل الموسمية المطرية، والتي تم الحصول عليها من كتاب الإحصاء السنوي الصادر عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وأدخلت البيانات إلى البرنامج الإحصائي Eviews 12 لدراسة استقرار السلاسل الزمنية والعلاقة بين المتغيرات المدروسة وإيجاد النموذج القياسي الأنسب لتقدير المعادلة التنبؤية.

 أظهرت النتائج أهمية بناء النماذج القياسية بالاستناد على تقانات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في تحليل استخدامات الأراضي، وذلك لتحديد العلاقة بين استخدامات الأراضي والتغيرات المناخية بشكل حقيقي  ومنطقي، وتوصل البحث إلى أن نموذج ARDL هو الأمثل لتحديد العلاقة بين متغيرات الدراسة والتي أفضت إلى عدم وجود علاقة تكامل مشترك بين مساحة الغابات ومعدل الهطل المطري، والأمر ذاته بالنسبة للمراعي، ومن جهة أخرى يوجد علاقة تكامل مشترك بين مساحة المحاصيل الموسمية المطرية ومعدل الهطل المطري، وذلك في نقاط توزع تلك المحاصيل والممثلة للوطن العربي، حيث كان هناك أثر عام (سالب) تمثّل بالأثر العكسي لمعدل الهطل المطري (Rscr)  في مساحة المحاصيل الموسمية المطرية (SCR)، وهذا ما عبرت عنه العلاقة الطويلة الأجل، ووجد أيضاً أثر موسمي (متقلب) ضمن إطار العلاقة القصيرة الأجل، إذ أثر معدل الهطل المطري (Rscr) في مساحة المحاصيل الموسمية المطرية (SCR)  بشكل عكسي/طردي، وبناءاً عليه تم التنبؤ بمساحة المحاصيل الموسمية المطرية لعامي 2027 و 2030، والتي قُدِرت بنحو 1936.20 و 2160.77 ألف هكتار في الوطن العربي.