الاستغلال الجنسي للأطفال عَبْرَ الشابِكة
الكلمات المفتاحية:
الاستغلال الجنسي، الشابِكةالملخص
إن استمرار السُلالة البشرية يَعتمِد على قِصة الخَلق التي رسم مسارها وحدَّد فصولها بأعظم تكوين الله جلَّ جلاله خَالِق السماء والأرض، لذلك فإن الأطفال الذين هُم نِتاج هذا التدبير العجيب هم عِماد هذه الاستمرارية، وإن رعايتنا لهم هي مِنْ أهمّ واجباتنا وحقوقهم علينا. كما أن تطوُّر رَكب الحضارة الإنسانية يَعتَمِد بشكل رئيسٍ على تنشئة الأجيال تنشئةً سليمة، وتربيتهم وتحصينهم بحُسن الخُلُق والمعشَر، وبسلاحي العِلم والثقافة، مما يبعدهم عَنْ سُوء السبيل وضَلال الطريق. لكن البشرية ومنذ بداية وجودها على هذا الكَوكب ارتكبَت الكثير مِنَ الأخطاء والانتهاكات مما لَمْ تُفطَر عليه، يدفعها إلى ذلك أسباب مختلفة مِنَ الأطماع والشهوات وغير ذلك، فها هو قابيل يقتل أخاه هابيل، وما زالت البشرية حتى الآن، وستستمر حتى نهاية الدهر في ارتكاب الأخطاء وتجَاوز المحرَّمات، وعليه كان لزاماً على كل واحدٍ منَّا أن يتصدى لهذه النزعات الخبيثة بدايةً مِنْ التزام نفسه لطريق الصَلاح، وانتهاءً بلعِب الدور الصحيح في التربية والمساعدة في التوعية، وإعادة مَنْ خَرَجَ إلى جَادة الصواب. ومِنْ هُنا أيضاً وبعد دخول البشرية في مظلَّة العقد الاجتماعي أصبحت الدولة الراعية ممثَّلة ًبأجهزتها التربوية والتعليمية والأمنية والقضائية المسؤولة المباشرة عَنْ ضَبط وتقويم اعوجاجات سُلوك المنتهكين، وعليه تصدَّى المشرّع بحزم لهذه الأعمال الخارجة عَنْ ضَوابط الأخلاق والقانون، وبدأ مِنْ حيث أول البشرية ألا وهم الأطفال والقُصَّر، فأولَاهُم مِنَ الحماية الشيء الكثير، وشدَّد عقوبات المنتهكين لحقوقهم، وبخاصة ما يمسُّ سلامة أبدانهم، وكذلك جاءت كل التشريعات العالمية، وبخاصة منها المتعلّقة بحقوق الإنسان التي كان منها لحقوق
الطفل النصيب الجيد.
ولَم يخرُج المجتمع السوري ومنه المشرّع السوري عَنْ هذا النَهج، الذي أولى الطفل كل الرعاية والاهتمام، وشدَّد المشرّع السوري العقوبات إذا كان الضحية دون سِن الرُشد، تأكيداً لأهمية الحرص على بناء جيلٍ قويّ سليم، وبناء مجتمعٍ يرتكِز على أُسس متينة، وكذلك حَذَا حَذْوَهُ المشرّع العربي عُموماً.