دور التحويلات المالية من المغتربين السوريين في دعم استقرار سعر صرف الليرة السورية

الملخص

يبرز دور العملة الوطنية في المعاملات التجارية الدولية من خلال مايسمى "بعملية الصّرف"، وهي عملية استبدال العملة الوطنية بالعملة الاجنبية المستعملة عادةً في المعاملات التجارية والمالية الدولية، وتتم هذه المعاملات وفقاً لسعر معين، تتحدد فيه قيمة العملة الاجنبية المستبدلة بعملة الدولة الوطنية، وهو ما يسمى "بسعر الصرف".

ويعتبر سعر الصرف الأداة الرئيسية ذات التأثير المباشر على العلاقة بين الأسعار المحلية والأسعار الخارجية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتشجيع الصادرات وتوفير الواردات، كما أنه وسيلة مهمة للتأثير على تخصيص الموارد المالية بين القطاعات الاقتصادية، وعلى ربحية الصناعات التصديرية وتكلفة المواد المستوردة.

وتحظى التحويلات المالية من المغتربين إلى بلدانهم الأم بأهمية كبيرة على مستوى الاقتصاد العالمي من جهة، والاقتصاد المحلي للبلد المتلقي من جهة أخرى، كونها تشكل نسبة جيدة من إجمالي التدفقات النقدية الداخلة إلى البلد، وتؤمن مصدراً لتمويل النظام المصرفي، من خلال جذب هذه التحويلات و إعادة استخدامها في قنوات التمويل والإقراض المصرفي.

وبالمقابل فإن استمرار تدفق التحويلات المالية من المغتربين له آثار سلبية أيضاً، لما تفرزه من ضغوط على سعر صرف العملة الوطنية، وتعزيز الميل الاستهلاكي للأسر والفئات المتلقية.

وفي هذا البحث سوف يتم تناول دور التحويلات المالية من المغتربين السوريين في دعم استقرار سعر صرف الليرة السورية، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها سورية منذ عام 2011م وحتى تاريخه.