الرّمز الأسطوري في شعر خليل حاوي
الكلمات المفتاحية:
الأسطورة، الرّمز الأسطوري، خليل حاويالملخص
تزخر الأساطير في فحواها التّاريخي الخيالي بقيمٍ جماليّة ودلاليّة لها حضورها الذي يغني النّصّ الشّعري. فهي حاملٌ لإرثٍ حضاريٍّ مهمٍّ يتخلّله شيءٌ من التّاريخ، يُظهر ما كان عليه أصحابه، وما كان لهم من رؤى ومعتقدات وخبرات وأحلام، وباستلهامها وتوظيف رموزها يجعلها الشّاعر جزءاً حيويّاً من النّصّ الشّعري، حتّى تتلاحم مع عناصره وأنساقه كلّها، ما يجعلها توسع آفاقه دلاليًّا وجماليًّا ومعرفيًّا.
ومن المعروف أنَّ القصيدة المعاصرة تقتصد في لغتها حينَ الاتّكاءِ على الرّموز بهدف إثارة الخيال، وتكثيف المعاني وتوجيهها الوجهة الفنّيّة والدّلاليّة المطلوبة. إنَّ توظيف الرّموز الأسطوريّة توظيفاً جيداً مرتبط بالإتقان الفنيِّ، الأمر الذي يؤدِّي إلى إنتاج الدلالة السياقية
وهذا يحتاج إلى فهم مضمونها ودلالتها، والمقدرة على إسقاطها على عصر الشاعر، وإحداث تغيير أو تجديد في هذا المضمون يتّفق ورؤى الشاعر الخاصة.
تأتي هذه الدّراسة لتُضيء جانباً مهمّاً من تجربة الشاعر الحداثي خليل حاوي من خلال انتهاج تقنيّات فنّيّة عالية باستلهام أحد الرموزٍ الأسطوريّة وهو رمز(لعازر)، لأسبابٍ متنوّعة، من بينها هرَبُ الشّاعر من ظروفٍ محيطة ألمَّت بواقعه المرّ، ولم يكن باستطاعته المجابهة والمواجهة، واللّجوء إلى التّخفّي خلف رموزٍ تفرَّعت من رمزه الأسطوري (لعازر) يضمِّنها رؤاه وأفكاره بأسلوبٍ فنِّيٍّ بعيداً عن فجاجة المباشرة؛ إذ يُفرِّعها مستلهماً هذه الأسطورةً الفنّيّة التي تخلق عالمًا شعريًّا يُعمّق الإحساس بالبُعد الإنساني في الحياة، ويفتح دربًا إلى جوهر القضيّة المصيريّة لأمّته.