التجلّيات الفنية و المقارنة لداغستان في الرواية السورية (رواية حكاية جدي لألفة الإدلبي نموذجاً)
الكلمات المفتاحية:
التصوير الفني، المقارنة، داغستان، الأنا، الآخرالملخص
تكمن أهمية الأدب الذي أنتجته ألفة الإدلبي في جوانب كثيرة تنبع من كونها من رواد الفن القصصي في سورية، وكذلك من غزارة الإنتاج القصصي والروائي الذي صدر عنها، وعلى الرغم من التقليدية التي قد يتسم به جزء كبير من هذا الإنتاج؛ إلا أن ذلك لا يحط من مكانته، ولاسيّما إذا ما خضع نقده إلى مقياس الزمن الذي أنتج فيه، وهذا بالطبع ينطبق على إنتاج الأديبة في مراحل متقدمة، فلا أحد ينكر التطور الذي أصاب تجربتها الأدبية وظهر جلياً في كثير من المواطن.
تكمن أهمية رواية حكاية جدي من كون هذه التجربة الإبداعية قد صاغتها الأديبة بثوب الحكاية التي تنقلها عن أمها التي –بدورها- راحت تسردها عن أبيها، فاختلط في هذه الرواية الواقعية المفترضة، والأسلوب الأدبي الراقي من جهة، ومن جهة أخرى نجد اندماجاً بين ذات الأديبة المنتمية إلى المجتمع الشامي، وذاك الارتباط الوثيق بجذور عميقة لأسرة والدتها؛ وبهذا غدا تصويرها الفني لداغستان- وإن كان مروياً تنقله من مصدر آخر- نتاج الالتحام بتلك البلاد في ظل وجود الانتماء الراهن والقوي للأنا المتجسدة بالأنا العربية بصورة عامة، والدمشقية بصورة خاصة، فنحا هذا التصوير نحو المقارنة في جزء كبير منه، وهذا كله أسهم في استكمال جميع جوانب المشهد التصويري، ولاسيما عندما اجتمع في الأنا ما يجعلها آخر داخلياً نسبياً من المجتمع الداغستاني، وهذا ما مكّن المتلقي من التقاط ملامح الهوية الداغستانية التي تجلّت في روايتنا السورية، وكذلك رصد ملامح فنية تصويرية تجلت من خلالها هذه الصورة.