تجلّياتُ المكانِ في شعرِ عائشة الباعونيّة (ت 922هـ)
الكلمات المفتاحية:
تجلّياتُ المكانِ في شعرِ عائشة الباعونيّة (ت 922هـ)الملخص
قدَّمَ البحث صورة للمكان في شعر عائشة الباعونية الدمشقية بجمالياته وتجلياته، وقد توزّع المكان عندها إلى أماكن مقدّسة وغيبيّة وواقعيّة، وأظهر أنّ الأماكن وإن تعدّدت مسمّياتها فإنّها تنهل من روح صاحبها، وتفصح عن موقفه من العالم والمحيط، فارتبطت الأماكن المقدّسة عندها بالرغبة في الاتصال بطهارة تلك الأماكن التي شهدت اتّصال الأرض بالسماء، كما أنّ محاولة القرب من هذه الأماكن تنفي الاغتراب، إذ تعيد الإنسان إلى الألفة الأولية التي تهدأ عندها الروح وتستقرّ، وألقى الضوء على هذه الأماكن ضمن سياق الرحلة، إذ أبرزَ همَّ الشاعرة في البحث عن سرّ الروح والوجود، والوصول إلى الحقيقة المطلقة، وقد أخذت هذه الأماكن دور الموجّه لرحلتها، فهي تمنعها من أن تنحرف عن جادّتها أو تتوانى قبل بلوغ مرادها.
ورسم البحث صورة للمكان الغيبي الذي تؤمن به الشاعرة، إذ تبدّى من خلال المعراج الذي يشكّل رحلة نفسية حثيثة، تنطلق من الذات لتعود إليها بعد أن اكتشفت أنّ الحقيقة كلها فيها.
كما بيّن أن علاقة الشاعرة بالمكان الواقعي علاقة تفاعل ومحبّة، فهو مكان يضجّ بالحركة والحياة، ومظاهره تذكي تجاربها وذكرياتها في حالتي البعد والقرب.
وأوضح البحث بالمنهج الوصفي والأسلوب التحليلي أنّ هذه الأماكن تبرز التجربة المكانية الفريدة للشاعرة، التي تتحوّل الأماكن فيها إلى حالات نفسيّة، وانفعالات وجدانية، ومواقف إنسانية.