دراسة مقارنة بين محمد عبد الرحمن بن خلدون وماكس فيبر

الملخص

سعى البحث إلى المقارنة بين المفكر العربي محمد عبد الرحمن بن خلدون، الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وكتب مقدمته في العمران البشري التي تعدّ سبقاً فكرياً في كثيرٍ من المجالات، وخاصةً علم الاجتماع، وبين المفكر الألماني ماكس فيبر، الذي ولد في القرن التاسع عشر، وتوفي في القرن العشرين، وقدم إسهاماً مميزاً في علم الاجتماع، في صياغته لتعريف السوسيولوجيا بأنها علم الاجتماع القائم على الفهم. وتجلت صعوبة البحث في الإحاطة بالأفكار التي تناولها كلٌ منهما، لتنوع مجالات الكتابة والإبداع التي طرقاها، ولتميّزهما بثقافة موسوعية شاملة، ولخوضهما في أكثر من مجال من مجالات العلوم والمعرفة، ولذلك تمّ تركيز المقارنة بين مسائل محددة، تناولت: المولد والنشأة، الثقافة، المؤلفات، كسب الرزق عند ابن خلدون، الفعل الاجتماعي القائم على الفهم عند ماكس فيبر. كما تطرق البحث إلى أثر البيئة الجغرافية والاجتماعية من جهة، وإلى أثر التباين الزمني بين كلٍ من المفكرين من جهةٍ ثانية، وإلى المفردات اللغوية التي استخدمها كل منهما من جهةٍ ثالثة، ومدى ملاءمتها لمعالجة وتوضيح الأفكار المطروحة. ولقد دُرِست أفكار كلٍ من ابن خلدون، وماكس فيبر بشكل مستقل، وأُلفت حولها الكتب، وقدمت حولها الأبحاث وأعدت الرسائل، لكن الدراسات المقارنة بينهما كانت نادرةً إن لم تكن معدومة، ولذلك فإنّ هذا البحث يأخذ أهميته من أهمية كل منهما من جهة، وأهمية ما قدماه من جهةٍ ثانية، ولكونه متفرداً في المقارنة بينهما من جهةٍ ثالثة. وتمّ التوثيق وفق طريقتين، الأولى طريقة (هارفارد) في المتن، والثانية أسفل الصفحة بالنسبة للدراسات المأخوذة من المواقع الالكترونية.

حاول البحث الإجابة عن التساؤلات التي وردت في الإشكالية، منها: مدى تأثر كل منهما

بثقافة مجتمعه، وتأثيره فيها؟ ومدى تأثير كل منها في تطور الفكر الاجتماعي؟

اعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي الذي مكّن من استخدام طريقة المقارنة بين مفكرين متباعدين في الزمن، وقدما رؤيتيهما في مجالات متعددة، وكلها تخصّ المجتمعات، وصاغا لعلم الاجتماع مفاهيم ارتبطت باسميهما، لكن بأسلوبين وبصياغتين مختلفتين. لقد تمّ تتبع بعض هذه المفاهيم الأمر الذي مكّن صياغة النتائج، ومنها: أهمية الحرية في تطور الفكر الاجتماعي- دور التقانة (المطابع) في نشر الأفكار وتطويرها. دور الفعل القائم على الفهم في تطوير العلاقات الاجتماعية. ثم تمّ صياغة المقترحات وعرضها في نهاية البحث.