التّحامل في نقد الشّعر أشكاله وأثره في حركة النّقد

الملخص

     يحاول البحث التّأصيل لمعنى التّحامل نقديًّا، ويبحث عن أشكاله التي يأتي بها، ويناقش أثره في الحركة النّقديّة، ويقف عند مثالين من النصوص النّقديّة بالدّرس والتّحليل، وبعد وضع تعريف للتّحامل استنادًا إلى أصله اللّغويّ واستعمالات الأدباء والنّقاد له، يتتبّع البحث أوجه التّحامل في هذه النّصوص. وتكمن أهمّيّة هذه الدّراسة في كونها الأساس الذي سيُبنى عليه تعريف التّحامل، فيميز النّقد من التّحامل، ويكشف عن أثره في حركة النّقد.

  يهدف البحث إلى وضع تعريف موضوعيّ مناسب للتّحامل، وإسقاطه على الأحكام النّقدية التي أُطلقت على النّصوص الشّعريّة، وتحديد الأشكال التي يأتي بها التّحامل لتخليص النّقد من أوجه التّحامل التي علقت به، وتمييز النّقد الخالص من التّحامل، ومن ثمّ بيان أثر هذا التّحامل والكشف عن دوافعه وأسبابه.    

 أُجريت الدّراسة وفق منهج استقرائي لمعاني التّحامل اللّغويّة والاصطلاحيّة لوضع تعريف نقديّ للتّحامل، والوقوف عند الأحكام النّقديّة وما أُصدر عليها من قراءات وآراء بأدوات تحليليّة، ودراسة هذه الأحكام بإعادة النّظر في حجّتها وفي نظرة النّاقد التي أطلقها لبيان دوافعه وغاياته منها، وكيف أثّر هذا التّحامل في النّقد وتطوّره، ووصل البحث إلى نتائج

عدّة، أهمّها:

1. يمكن التّأصيل لتعريف التّحامل في النّقد بوضع حدود له مشتقّ من استعمالات النّقّاد والأدباء لمعنى لفظه المرتبط بأصله اللّغويّ، فيمكن القول إنّ التّحامل: هو إصدار الأحكام النّقدية بغير وجه حق، وتكلّف طلب العلّة في غير موضعها، وإطلاق الذّرائع الباطلة لإثبات عيب ما جورًا وإعناتًا.
2. يعدّ التّحامل من التّعريفات النّقديّة لارتباطه بالأحكام النّقديّة من جهة المعنى، ولاختلاط النّقد بأوجه التّحامل من جهة أخرى.
3. أثّر التّحامل في الأحكام النقديّة، كما أثّر في الحركة النّقديّة وأسهم في تقدّمها، فتخليص النّقد ممّا علق به من تحامل دفع العلماء والدّارسين إلى النّظر مرّة أخرى في الآثار النّقديّة، ومناقشة الأحكام النّقديّة المُطْلقة بالعودة إلى النّصوص الشّعريّة التي أُطلقت عليها هذه الأحكام ووقع عليها هذا التّحامل.