القرد العاري وآلة الإضافة: أزمة هوية انسانية
الكلمات المفتاحية:
الإنسانية، الهوية، العدم، الخسارة، الصراع، الانتماء، ،التطورالملخص
تتخطى مسرحيتا "القرد العاري" و"آلة الإضافة" الثيمات الاجتماعية لتدلفا في أعماق الهوية الإنسانية، حيث تحلّلا العبء الذي يثقل به العصر الحديث كاهل الإنسان الذي لم يعد سوى كائناً شبيهاً بالحيوان ينوءُ تحت عبء قدرته على التفكير. تعرض المسرحيتان كيف يمكن للمعرفة أن تشكل عبئاً منهكاً للبشر الذين يعيشون في عالمٍ لا يقدم لهم إجابات أساسية أو واضحة حول ماهيتهم وأصلهم وماذا عليهم أن يفعلوا وإلى أين يذهبون، حيث تركّز كلّ مسرحية على شخصية تبدو للوهلة الأولى واثقة بنفسها وبأهمية موقعها في هذه الحياة، لكن سرعان ما يؤول بها المطاف كشخصية إنسانية تائهة. يشكل جلاء الوهم عن يانك وزيرو محرّك الأحداث الرئيسي، حيث يدفعهما لخوض سلسلة من الصراعات مع نفسيهما. يناقش سلافوي جيجيك هذه الفكرة في كتاباته، حيث يؤكد على أهمية الإيديولوجيا كآلية تخيّل مهمتها مساعدة الأشخاص على الهروب من هاوية العدم التي تترصدهم دائماً. إضافةً إلى ذلك، تخلق عملية زوال الوهم إشكاليةً أخرى لكلا الشخصيتين اللتين تعيشان بحالة من الصراع مع فكرة الهوية والانتماء، فتطرح سلسلة من الأسئلة المتعلقة بأصل الإنسان، وهنا تأتي أهمية نظرية تشارلز داروين عن التطور، حيث أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعدم قدرة
الشخصيتين على الشعور بالرفعة وشعورهما بالوحدة مع الحيوانات وأنهما "شيء" لا يمكن أن ينتمي لا أكثر. في نهاية الأمر، يدفع زوال الوهم عن يانك وزيرو بهما إلى الهاوية التي تقوم بدورها بتدميرهما. لا ينجح يانك في الانتماء لأي مكان، حتى عند موته، ويبقى زيرو عالقاً في العدم، حيث لا يستطيع أن يتجاوز كونه كائناً لا يملك أي معنى.