الاستعمار: روح العصر في رواية "خارطة الحب" لأهداف سويف
الكلمات المفتاحية:
الاستعمار: روح العصر في روايةالملخص
تعدُّ هذه المقالة قراءةً نصية لتاريخ مصر في السنوات المئة الأخيرة ممزوجة بقصص حب تعكس ثقافات عدة كما هو الحال في رواية أهداف سويف "خارطة الحب". وتعنى المقالة بالكيفية التي تحلل فيها سويف ماضي مصر بشكل أساسي بين عامي 1900 و1911، ومن ثمة تقارنه بشكل متزامن مع الحالة الراهنة لمصر في عام 1997. تعيد سويف دراسة مرحلة الاستعمار البريطاني لمصر، وتقارنه بالقوة الحالية المتمثلة بالاستعمار الحديث في مرحلة ما بعد التحرر. والهدف من ذلك هو دراسة حتمية الاستعمار الغربي لمصر الذي أدّى إلى ترسيخ البنية الهرمية للغرب المتحضر و"الشرق" الجاهل غير المتحضر "الآخر". توضح الرواية كيف كانت الهيمنة الاستعمارية الجديدة ولا تزال تترسخ عن طريق استخدام الأساليب ذاتها، أي استخدام القوة ونظرية الكفاءة وترسيخ الطائفية والتحكم بالتعليم في مصر. وهكذا وكما توضح الرواية أن المصريين يعانون في الحاضر من المشكلات عينها التي واجهوها إبان الاستعمار البريطاني. وبذلك تقدم سويف حيزًا عالميًا ثالثًا هجينًا أوجده الاحترام والتفهم المتحصل جراء اللقاء بين الشرق والغرب.
إن قصص الحب بين الشخصيات الأساسية ليست مجرد غرام، بل هي أداة لإيجاد وحدة على مستوى الضمير (ضمير جمعي)، وتكسر هذه الوحدة حتمية الاستعمار وتهدم الصور النمطية والأضداد بين الشرق والغرب. وهكذا توجد حالة (بين بين mezzatera) من التفاهم فتربط الماضي بالحاضر على خلفية الأحداث التاريخية. إن الحالة البين بينية لسويف تهدف إلى تمهيد الطريق أمام أمل الحياة على أرضية مشتركة للبشرية جمعاء.