تشكل وادي نهر بردى "دراسة جيومورفولوجيّة"

الملخص

مع تعدد الفرضيات التي وُضعت لتفسير تشكل خانق الربوة، إلا أنه لم يتم البرهنة على صحة أي منها، فضلًا عن ذلك، لم يتم وضع تصور تاريخي متكامل عن نشأة وادي بردى الخانقي وتطوره، وتشير الأدلة الجيولوجية والجيومورفولوجية والجغرافيّة القديمة، كما تدل المظاهر التضريسية وخصائص الوادي الشكليّة، على نشوئه عبر مراحل عدة، حيث نشأت مجموعة من البحيرات خلال الميوسين، يفصل بينها حواجز جبلية، اتصلت البحيرات لاحقًا، مكّونة شبكة تصريف مستعرضة مع بداية البليوسين، ومع مطلع البلايستوسين نشأ النهر وواديه، ثم تعاقبت مراحل احتجاز مياه النهر مشكلّة نظام البحيرات- الأنهار، وذلك بسبب تجدد نشاط الفوالق التي رفعت جدرانها بمعدلات فاقت معدل تعمق النهر، مع مراحل تصريف النهر لمياهه بعد قطع الحواجز واختراقها بعمل حتي متضافر ومتنوع بين رأسيّ وتراجعيّ صاعد، فاتبع النهر أساليب متعددة لتشكيل واديه بين السبق والأسر والانسكاب. وقد استمر التعاقب بين تشكل البحيرات - الأنهار حتى نهاية المرحلة الجليدية الكبرى (الفورم)، ومع بداية الهولوسين، استقر وضع التصريف النهري ليتخذ النهر وواديه شكلهما الحالي.

يتميز الوادي بممرين ضيقين عند بدايته ونهايته، هما: ممر التكية والربوة، وخانقين في قطاعه الأوسط، هما: عين الفيجة وبسيمة، وقد ارتبط تشكلها بتوزع الفوالق بالدرجة الأولى، والبنى الجيولوجية، والضغوط الجانبية والرأسية، وأخيرًا بتأثير من التغيرات المناخية وتعاقب مناخات مطيرة مع أخرى جافة، إِذْ سببت الأولى اتساع البحيرات وسيادة الترسيب، في حين ساعدت الثانية على انخفاض مستويات الأساس المحلي، وتجدد نشاط الحت الرأسي ضمن رواسب السرير النهري.