التَّشَوُّقُ إلى الدِّيَارِ الحِجَازِيَّةِ فِي شِعْرِ الصَّرْصَرِيّ (ت656ه)
الكلمات المفتاحية:
التَّشَوُّقُ إلى الدِّيَارِ الحِجَازِيَّةِ فِي شِعْرِ الصَّرْصَرِيّ (ت656ه)الملخص
يزخر ديوان الشاعر الصرصريّ (ت656ه) بنصوص تضمّنت التشوّق إلى الديار الحجازية في سياق المديح النبويّ، مشكّلة ظاهرة فنية تعكس تجذّر حبّه العميق لهذه الأمكنة المقدسة المرتبطة ببعض شعائر الإسلام.
إنّ هذه النصوص وما فيها من بثٍّ لشوق حقيقي إلى تلك الأماكن، وتوقٍ من الشاعر إلى زيارتها، يبيّن مدى ارتباطه الروحيّ والنفسيّ بتلك الديار، فهو يقف عليها متأمّلًا، يناجيها، ويتغزّل بمرابعها ومعالمها، ويسافر إليها بروحه وقلبه في رحلة فنية يربط فيها الواقع بالخيال مع احتفاء نادر بالحياة والذات، ويقدّم عبرها وجهًا من وجوه الإنسان في علاقته بالذات والآخر والموجودات من حوله، ليصبّ ذلك كله في صور بديعة تستلهم مقوّماتها من مشاعره الجياشة وعواطفه المتأججة، فيخلق بذلك معادلًا موضوعيًا للمكان المقدّس، موظّفًا لغة شعرية راقية، تدثّرت بالرموز والمعاني الروحية، فتكاثفت دلالتها، وتضاعفت إيحاءاتها، لتجعل من هذا الفنّ لونًا شعريًا يفوق أكثر ألوان الشعر العربيّ خصوبة وعمقًا وشفافية وصدقًا.
وجاء هذا البحث وفق المنهجِ الوصفيِّ التحليليِّ الذي يصف الظاهرة، ثم يحلّل النصوص الشعرية التي امتزجت فيها الذاتب الموضوع في كثير من الأحيان